علماء دين مغاربة وروانديون يدعون للاجتهاد في قراءة المعاهدات الدولية الداعية لحفظ السلام في العالم

بنزين سكينة الاثنين 04 أغسطس 2025

 

عكست الندوة العلمية الدولية التي نظمتها مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بالعاصمة الرواندية كيغالي، بشراكة مع المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية برواندا،حول "القيم الأخلاقية في الإسلام وأثرها في السلم المجتمعي الإفريقي" ، أهمية الحضور الديني في تعميق العلاقات على المستوى الإفريقي، إلى جانب تسليط الضوء على القيم الأخلاقية الإسلامية المعززة للسلم  داخل البؤر الأكثر توترا.

 ونوه الشيخ موسى سيندايجايا، رئيس فرع مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة بجمهورية رواندا، ومفتي الجمهورية، خلال مداخلة له، بجهود أمير المؤمنين،جلالة الملك محمد السادس، في تفعيل التعاون بين علماء القارة الإفريقية لترسيخ ونشر القيم الدينية السمحة والعيش المشترك، كما نوه بجهود المؤسسة في خدمة قيم السلم والسلام والتسامح.

وشهدت أشغال الندوة جلسات علمية نوعية، حيث سلط  موسى فاضل هازاهايمان، نائب رئيس البرلمان الرواندي، الضوء على دور الأخلاق الإسلامية في معالجة النزاعات المجتمعية انطلاقا من التجربة الرواندية، حيث كانت البلاد تعيش على وقع إبادة جماعية أواسط تسعينات القرن الماضي، قبل أن يكون للقيم الإسلامية المبنية على التسامح والوسطية دور بارز في المصالحة الوطنية ومحاربة التمييز، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وهو ما جعل من هذه التجربة محطة ملهمة لبناء السلم بإفريقيا.

من جهته، أبرز مدير معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات بالمغرب، عبد السلام الأزعر، أهمية أخلاق الجوار كمدخل في تحقيق الأمن الروحي داخل المجتمعات الإفريقية، مؤكدا على أهمية ترسيخ ثقافة الحوار والتسامح في السياقات المتعددة الديانات والثقافات، مع التنبيه إلى التحديات التي تعيق تجسيد هذه القيم في الواقع الإفريقي، وفي مقدمتها الإرث الاستعماري، والأمية الدينية، وخطابات التطرف،كما دعا إلى ضرورة مأسسة الحوار وتعزيز التعليم والتكوين والشراكة الإعلامية والدينية لضمان الأمن الروحي وبناء مجتمعات إفريقية مستقرة.

وخلصت الندوة إلى عدد من التوصيات ، في مقدمتها  إدراج القيم الأخلاقية الإسلامية في المناهج التعليمية بالدول الإفريقية، مع مراعاة التنوع الثقافي والديني، واعتبار النموذج الرواندي في بناء السلم المجتمعي تجربة ملهمة تستحق الدراسة من قبل الباحثين والخبراء، إلى جانب تكثيف العمل على التعريف بقيم السلام في مختلف الأديان، والعيش المشترك بإفريقيا، مع الاجتهاد في قراءة المعاهدات الدولية وأهداف المنظمات القائمة على حفظ السلام في العالم، إيجاد آليات للتعريف بضرورة التعايش المشترك الذي دعت إليه كل الشرائع والمواثيق الخادمة لكرامة الإنسان الإفريقي.