ماذا حقق هشام جيراندو بعد حوالي عقدين من الهجرة بكندا، بثلجها وصقيعها وغربتها القاسية؟
وماذا جنى هشام جيراندو بعد سنوات مضنية من التشهير والابتزاز المعلوماتي والتواطؤ مع بارونات المخدرات لتحريف مسارات التهريب وتضليل عناصر الدرك والأمن؟
الجواب هو لاشيء! بل حتى سقف اللاشيء لم يبلغه هشام جيراندو، الذي خرج من تجربة حياة الغربة بكندا مذموما محسورا ومحملا بأوزار وأعباء وأحكام قضائية عديدة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
فبخلاف جل المهاجرين الذين يبحثون عن تأمين الحياة لأنفسهم ولأولادهم ولعائلاتهم الصغيرة، خرج هشام جيراندو صفر اليدين، خالي الوفاض، منعدم الرصيد، بل أكثر من ذلك قام ب"تتريك نفسه"، ولم يعد يملك ما يشتري به حتى حريته عند خلافه مع القانون.
فما أقسى أن تتغرب لسنوات، وتمتهن كل المهن المشروعة وغير المشروعة، بل وتتحول لمجرم ومتواطئ مع شبكات المخدرات، وبعد ذلك تخرج بصفر دولار كندي أو كما يقول المغاربة "ربنا كما خلقتنا"!
وإذا حاولنا جرد حصيلة منجزات هشام جيراندو طيلة سنوات هجرته في كندا، وعلى امتداد سنوات إجرامه في وسائل التواصل الإجتماعي، فإننا سنخلص إلى النتيجة التالية:
1- صفر ممتلكات عقارية، فقد فوت منزله باسم زوجته تهربا من الحجز والتنفيذ الجبري لأحكام التعويض الصادر في حقه، وهو اليوم يجلس وحيدا تحت رحمة زوجتك نعيمة بعدما كان يقبع تحت رحمة العدالة الكندية؛
2- صفر منقولات وممتلكات مالية، فهو مفلس بصريح اعترافه الموثق في تسجيل صوتي مع اليوتربرز يوسف الزروالي؛
3- بدون مهنة اعتيادية ولا وظيفة قارة، فبعد سنوات من الهجرة والغربة انتهى به المطاف في الخمسين من عمره تقريبا نادلا (سرباي) في مطعم زوجته، وهي المهنة التي تم تسريحه منها بسبب اعتراض شريك زوجته في المطعم؛
4- مدان قضائيا ومتابع قانونيا أمام القضائين الكندي والمغربي في عدة أحكام، منها ما يقضي في حقه بعقوبات سالبة للحرية ومنها ما يدينه بإدانات نقدية ثقيلة وضخمة قادرة على تجريده حتى من ملابسه التي تستر عورته؛
5- دخل الحياة الافتراضية في وسائل التواصل الاجتماعي وهو يحمل صفة "مدون"، وخرج منها يحمل العديد من التكييفات القانونية الخطيرة، أولها أنه "إرهابي" متهم بالتحريض على القتل، و"ابتزازي" متورط في التشهير بالأشخاص والمؤسسات، و"قواد" يعرض خدماته التشهيرية لاستدراج سيدات متزوجات لمضاجع المتحرشين جنسيا…إلخ؛
6- تسبب في توريط أفراد من عائلته في أنشطته الإجرامية، وزج بهم في السجن لتحقيق مآرب شخصية ومنافع مالية على مذبح شقيقته وأولادها وزوجها. فقد تحول فعلا إلى مسخوط وعاق ومنبوذ في وسط أسرته؛
7- زج بالعشرات من الأشخاص في السجن، بعدما كان يسجلهم ويوثق اتصالاتهم للضغط عليهم من أجل الاشتراك في جرائمه التشهيرية والابتزازية، فمنهم من كان يتكلف بأعمال الوساطة في جباية أموال الابتزاز، ومنهم من كان يسرب المعلومات التشهيرية وغيرها من الأعمال القذرة الأخرى؛
8- تلاحقه العشرات من الشكايات والدعاوى من مواطنين مغاربة عرضهم للابتزاز والتشهير والمساس بسمعتهم واعتبارهم الشخصي، وهم الآن يتربصون به قضائيا أمام المحاكم طلبا لجبر الضرر، ويرفعون أيديهم إلى مالك السماء طلبا للاقتصاص الإلهي الذين وإن كان يمهل فهو لا يهمل؛
9- فَقَدَ أكبر داعميه بالمال والسفريات المجانية في جنوب شرق أسيا، والذين كان يحملون معه وهم مخطط الإنقلاب، خصوصا بعدما ظهرت له تسريبات صوتية يهاجمهم فيها ويطعن في شرفهم. فقد تخلى عنه الدكتور مصطفى عزيز، وبرزت تصدعات بينه وبين المهدي حيجاوي، وانقطعت صلته بمحمد المتزكي المعتقل حاليا في السجن بسبب قضايا الاتجار في الكوكايين…إلخ؛
10- أصبح مقيد الحرية وغير قادر على السفر كما كان يفعل سابقا بفضل التذاكر المجانية المسروقة التي كان يوفرها له المهدي حيجاوي. فهذه التذاكر أصبحت من الماضي بعد توقيف المسؤولة عن وكالة الأسفار التي كانت متواطئة مع المهدي حيجاوي، كما أن هشام جيراندو أصبح بدوره يخاف من الملاحقات الدولية وأضحى أسير هواجسه ومخاوفه القضائية العديدة.
فكم هو مثير للشفقة أن تتغرب خارج الوطن، بحثا عن موارد عيش كافية، فينتهي بك المطاف مطاردا من بلدك الأصلي المغرب وحتى من بلد الإقامة كندا.
فأية لعنة هذه التي أصابت هشام جيراندو، الذي حوّله هوسه بالمال إلى عبد أسير يرزح تحت رحمة زوجته نعيمة، فإما تنهره بالنهار في مطعمها الذي يعمل فيه كنادل، وإما تطرده ليلا من منزلها الشخصي! فقد باع كل شيء وأصبح لا يملك سوى فمه وجريرته الإجرامية.