بطلات القلوب‎! ‎

بقلم: المختار الغزيوي الاثنين 28 يوليو 2025
20250728_132934
20250728_132934

اغتالت حكمة ظالمة، أول أمس السبت، أحلام جزء كبير من الجمهور المغربي، وهي تحرم منتخبنا ‏الوطني من ضربة جزاء واضحة، وتمنح في آخر لحظات نهائي كأس إفريقيا للسيدات لمنتخب نيجيريا ‏اللقب القاري‎. ‎

بداية لا مفر من تهنئة المنتخب النيجيري، الذي يستحق عن مجمل مبارياته في هذه "الكان" اللقب ‏باستثناء أدائه في الشوط الأول أمام منتخبنا الوطني الذي أحكم قبضته عليه، ومنحنا وهم أننا سننتصر ‏في النهائي بحصة كبيرة، قبل أن تفعل الريمونتادا النيجيرية فعلها‎. ‎

ثانيا لا بد من تحية هذا الجيل المتميز من لاعبات منتخبنا، اللائي لم يفزن باللقب، رغم لعبهن النهائي ‏مرتين، لكنهن دخلن، وإلى الأبد، قلوبنا ودخلن تاريخ اللعبة في المغرب، وقمن بأهم الأهم: وضعن لبنة ‏مستقبل لكرة القدم النسوية في وطننا، سنتذكرهن به، حتى الختام، وسيكتب مؤرخو اللعبة أن الرميشي ‏وتكناوت وشباك والمرابط وآيت الحاج، صاحبة الصرخة المغربية العفوية الجميلة "واعر على مكم ‏المغرب"، وبقية اللاعبات كن الرائدات في هذا المجال، ومن سيأتين بعدهن من فتيات المغرب ‏سيتبعن النموذج والمثال‎. ‎

ثالثا، لا بد من تحية وطننا على التنظيم الرائع والجميل، وعلى الأجواء المثالية التي مرت فيها ‏‏"الكان‎". ‎

لسنا بحاجة هنا إلى التذكير أن لقطة عدم احتساب ضربة جزاء واضحة للمنتخب المضيف في آخر ‏لحظات مباراة النهاية هي لحظة كانت ستخلف في دول الجوار (الجزائر أو تونس على سبيل المثال ‏فقط) حربا ضارية فوق أرض الملعب، وأنتم تعرفون ماذا نقصد بالتحديد. لكن مع بلد الحضارة ‏المغرب، والجمهور المتمدن المتحضر المغربي، لم يقع أي شيء: اعتبر الكل الأمر إساءة جديدة ‏للتحكيم الإفريقي، والسلام‎. ‎

وعلى ذكر الجمهور، وهذه رابع ضروريات التأكيد في هذه الملحوظة: لا بد من التصفيق بحرارة على ‏جمهور هذه الدورة، خصوصا جمهور المنتخب المغربي، في الملعب الأولمبي للرباط‎. ‎

ذكرنا هذا الجمهور مجددا أن مباريات الكرة هي فرجة شعبية جماعية مفتوحة على الفرحة، ‏والاستمتاع باللعب الجميل، واصطحاب كل أفراد العائلة إلى الميادين من أجل التشجيع، فقط لا غير، ‏وليست ساحات وغى يلتقي فيها مجرمون هاربون من البحث الجنائي عنهم من أجل أن يصفوا ‏حساباتهم العالقة مع الجميع، ويحولوا الملاعب إلى ساحات حرب وقتال‎. ‎

خامسا، رأينا حزن فوزي لقجع في نهاية المباراة، وهو حزن جماعي مشترك بين كل المغاربة، لكنه ‏حزن لا يجب أن ينسينا التنويه بالرجل وعمله، والشد على يديه بحرارة، فقبل النهائي، كان هناك في ‏الرباط يفتتح مقر الفيفا الجهوي في المنطقة كلها، وليلة المباراة كان في القناة الأولى يقدم حصيلته ‏ويقول إن إشعاع كرة القدم الوطنية في القارة وفي العالم نتاج السياسة الملكية الحكيمة، التي صنعت كل ‏هذا التألق، وننتظر المزيد ونعرف أنه قادم إن شاء الله، في هذا المجال، وفي غيره على كل حال‎. ‎

لذلك أفضل ما يمكن أن نختم به الملحوظة هو ما قاله جلالة الملك للاعبات منتخبنا بعد النهائي: "ونود ‏بهذه المناسبة أن نشيد بالروح التنافسية المثلى وبالحس الوطني العالي الذي أبنتن عنه طيلة أطوار هذه ‏البطولة، وبحرصكن الشديد على تكريس الحضور القوي لكرة القدم المغربية قاريا ودوليا، وتمثيل ‏الرياضة النسوية الوطنية أحسن تمثيل‎".‎

‎"‎ديما مغرب"، وكفى، ربحا وخسارة وتعادلا، وفي كل الحالات‎.‎