قناة متسرعة و«شخص سابق»‏‎!!!‎

بقلم: المختار لغزيوي الخميس 10 يوليو 2025
b0c9a127-8e1e-45c2-ab44-29ad026f7927
b0c9a127-8e1e-45c2-ab44-29ad026f7927

تسرع قناة‎!‎

كان مفترضا بقناة "ميدي آن تي في" أن تتريث قبل إقحام أنفها في مشروع قانون المجلس الوطني للصحافة، لأسباب عديدة، ‏أهمها أن وزير القطاع لم يقدم تفاصيل المشروع إلا أمس الأربعاء في البرلمان، وكل ما استند عليه وإليه من سارعوا لإقامة ‏‏(البلاتوهات) بمعنى (الطباسل) وليس البلاتوهات بالمعنى المهني للكلمة، حول الموضوع هو تسريبات غير دقيقة لنسخة ‏غير صحيحة وغير مكتملة وغير نهائية من المشروع‎. ‎

هذا أيضا دور من أدوار المجلس الوطني المقبل: التكوين والتكوين المستمر لئلا تدفع العجلة، وهي دائما من الشيطان، ‏صحافيينا إلى مناقشة أمور لم تتم بعد، ولازالت في طور التجويد، مناقشة غير سوية مهنيا، ما يخلق لهم المشاكل، ويضع ‏مسؤوليهم في حرج كبير‎. ‎

على كل حال، قناة "ميدي آن تي في" تجربة احترمناها ولازلنا نحترم ما تقدمه، وليس منا ولا فينا من لم يخطئ يوما، لذلك ‏لا إشكال، ولنلعن الشيطان الرجيم ومختلف تفاصيل التسرع التي يسكن في ثناياها باستمرار، ولنعبر إلى الأهم، فالمرور كله ‏أصلا لا يستحق هذا الكلام‎. ‎

دكتور عبد الإله ومستر بنكيران‎! ‎

صديقنا رضوان الرمضاني حلل في برنامجه ذائع الصيت، رفقة صديقينا الشرقاوي ودافقير، (غرفة الفار) على الإذاعة ‏المتميزة في المغرب "ميد راديو" الحالة المسماة بنكيران، وخلص إلى أن الأمر يتعلق بمشكل نفسي عويص، واضح للعيان، ‏يدركه الجميع، ويسكت عنه الجميع لاعتبارات شتى‎. ‎

وحدنا نحن لم نسكت، ووحدنا نحن قلنا "خصو يمشي للطبيب"، ووحدنا نحن أضفنا "خصو يشرب دواه‎". ‎

المشهد السياسي/ الإعلامي المغربي مشهد غريب فعلا. كل الذين يتحدثون معنا عن سعار بنكيران ضد مجموعتنا الإعلامية ‏يقولون لنا، وابتسامة الشفقة عليه تعلو محياهم: "ارحموا عزيز قوم ذل"، ويضيفون متوسلين "دعوه يقول ما يشاء فلا أحد ‏يكترث به وبترهاته، لا تخلقوا منه لدى صغار العقول نمرا من ورق، ولا تعطوا للناس الإحساس أنكم تستهدفونه لسبب من ‏الأسباب‎". ‎

نسألهم: "هل يرضيكم هذا التحريض والتخوين والتكفير الذي يمارسه ضدنا بشكل يومي؟‎".‎

يقولون "لا يرضينا، وهو حمق كبير منه، لكن (نتوما مالين العقل)، عافاكم‎". ‎

لهؤلاء الأفاضل نقول: عذرا، الحكاية ليست حكاية نقار بين (شخص سابق) وبين مجموعة إعلامية. لا‎. ‎

الحكاية حكاية قبول من عدمه بتخوين مغاربة وتكفيرهم والتحريض عليهم من طرف من كان رئيس حكومة سابق، فقط ‏لأنهم عبروا عن رأي لم يرقه‎. ‎

الحكاية حكاية شتم مغاربة من طرفه ووصفهم بالكلاب والحمير والبغال، فقط لأن لديهم تصورا مخالفا لكل تصرفاته‎. ‎

الحكاية حكاية شخص سابق تقولون إنه لم يعد مسؤولا عن أقواله وأفعاله، لكن تتركونه يمارس كل شطحاته الغريبة، وكل ‏حماقاته الأغرب، وتطلبون بالمقابل من المتضررين من عتهه أن يصبروا‎.‎

شيء ما غير سوي في القصة كلها، وإذا كان الرجل فعلا قد فقد بعضا أو كلا من تحكمه في نفسه وقدراته العقلية أو النفسية، ‏فالإكرام الوحيد له يتم بالعلاج السريع، وليس بتركه طليقا في الأنترنيت ينثر رذاذه على الجميع‎.‎

ارحموا ما تبقى من عقلنا أيها الأفاضل المدافعون عن حق الحمقى في سب الناس‎. ‎

ارحموا ما تبقى من عقل في بعض الجماجم، يرحمكم الله، واتركونا نكمل معه الحكاية حتى ختام الختام، فنحن على ذلك أكثر ‏من قادرين‎. ‎

‏(فهمتونا ولا لا؟).‏