كشفت الصور التي تم التقاطها لشظايا المقذوفات التي استعملتها ميليشيا البوليساريو الانفصالية، يومه الجمعة 27 يونيو 2025، في هجومها الإرهابي على مدينة السمارة، عن وجود تطابق تام لها مع أجزاء لصواريخ "أراش" الإيرانية من عيار 122 ملم.
التقديرات الأولية وفقا للصور المتداولة من عين المكان، تكشف تقاطع الشظايا بشكل شبه كامل مع مواصفات صواريخ “أراش” الإيرانية، التي طورتها طهران انطلاقا من نماذج الـ"كاتيوشا" الروسية، لكنها زودت برؤوس حربية شديدة الانفجار ومتشظية، مع أجنحة مختلفة عن نظيراتها في صواريخ “غراد” التي سبق أن زوّدت بها الجزائر ميليشيات البوليساريو.
هذه الخصائص التقنية تجعل من البوليساريو، التي لا تمتلك التكنولوجيا ولا المنظومات الكفيلة بإنتاج مثل هذا النوع من الصواريخ، مجرد ذراع تنفيذية لسلاح إيراني متطور، تم تهريبه أو نقله عبر قنوات عسكرية ولوجستيكية بتنسيق جزائري مباشر.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وتشير هذه المعطيات إلى أن إيران تحاول فتح جبهة نفوذ جديدة في شمال إفريقيا، بعدما تضرر نفوذها في لبنان والعراق وسوريا، عبر ميليشيات مسلّحة، هذه المرة تحت غطاء "البوليساريو"، في محاولة لاستخدام الجبهة الانفصالية لتكون"حزب الله جزائري"، الذي يهدد الأمن القومي المغربي ويخدم الاجندة الإيرانية في توسيع دوائر الفوضى الموجهة في غرب المتوسط.
الجزائر، التي تحتضن قيادات البوليساريو وتدعمها ماليا وعسكريا، أصبحت اليوم، بوقائع هذا القصف، منصة خلفية لتوريد السلاح الإيراني إلى الكيان الانفصالي، وتضع نفسها، في محور جيوسياسي مهدد لأمن المنطقة برمتها.
فمن خلال السماح بتسلل الصواريخ الإيرانية إلى تندوف، وتطوير قدرات البوليساريو، تكون الجزائر قد فتحت الباب أمام تكرار سيناريوهات مدمرة كتلك التي نراها في الشرق الأوسط، ووضعت الأمن الإقليمي المغاربي على كفّ الخطر الإيراني.
هذا ويأتي الهجوم الصاروخي على مدينة السمارة بعد أقل من 24 ساعة على تقديم مشروع قانون داخل الكونغرس الأمريكي لتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية، فيما يبدو أنه رد يائس من الجماعة الانفصالية على الزخم الدولي المتزايد ضدها.
الرباط: إسماعيل واحي







