القمح المغربي "جواهر" .. نموذج التنسيق بين المسؤول والباحث العلمي في تعزيز القدرات ضد التغيرات المناخية

سكينة بنزين الثلاثاء 24 يونيو 2025

   فرضت موجات الجفاف المتكررة والقاسية بالمغرب على عدد من الفلاحين المغاربة ترك أراضيهم بسبب ندرة المياه، ما جعل الحاجة ملحة لأصناف جديدة من البذور القادرة على التأقلم مع هذا الواقع الجديد الذي تفرضه التغيرات المناخية، وقد كان صنف "جواهر" المغربي،  وهو قمح صلب مقاوم للجفاف، واحدا من الحلول التي تحاول مصالحة الفلاحين مع أراضيهم من خلال تقديم بذور قادرة على إنتاج محاصيل متكيفة مع تغير المناخ.

وقد تم تطوير صنف "جواهر" على امتداد 10 سنوات من البحث الميداني والتعاون بين خبراء المعهد الوطني للبحث الزراعي بالمغرب(INRA)، والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا – ICARDA)، ضمن إطار مشروع BOLD (التنوع البيولوجي من أجل الفرص وسبل العيش والتنمية)، وهو ما نال استحسان عدد من الفلاحين الذين انخرطوا في اختبار هذا الصنف بكل من الصويرة وتزنيت وآسفي خلال الموسم الفلاحي 2024-2025، بعد أن أثبت قدرته على الصمود بوجه عوامل الجفاف، وأنتج أزيد من 15 قنطارا للهكتارن مقارنة بـ 10 قناطير فقط في الحقول المجاورة المزروعة بأصناف تقليدية.

وبعد النتائج المرضية حسب شهادات الفلاحين وخبراء المعهد الوطني للبحث الزراعي، تعمل وزارة الفلاحة على توسيع نطاق استخدام هذه البذور من خلال إعفاء خاص لتسريع إنتاجها،  ويعمل المعهد الوطني للبحث الزراعي وشركاؤه من القطاعين العام والخاص بما في ذلك سوناكوس (SONACOS)، والجمعية المغربية لمضاعفات البذور (AMMS)، والاتحاد الوطني للبذور المهنية (FNIS) على إنتاج البذور بشكل أسرع بهدف توزيعها تجاريا بحلول عام 2027، أي قبل عامين من الموعد المحدد.

ويمثل صنف "جواهر" ترجمة فعلية لأهمية البحث العلمي في المجال الزراعي، ودوره في تعزيز قدرة القطاع على الصمود من خلال العمل على تكييف الزارعة المغربية مع التحديات المناخية.