يَعيش هشام جيراندو أسوء عيد أضحى في حياته، بسبب تَزامن وتَواتُر العديد من المصائب والفضائح التي كَشفت حقيقته، كنصاب يَعيش من عائدات التشهير والابتزاز والعمالة لمن يَدفع أكثر.
فقد تَعاقبت على هشام جيراندو، خلال اليومين الماضيين، العديد من الأحداث والفضائح التي عَرَّت حقيقته للرأي العام ولرواد مواقع التواصل الاجتماعي! فلم يَعد بمقدوره، من اليوم فصاعدا، انتحاله لصفة رجل أعمال، ولا صاحب مقاولات تجارية في كندا، ولم يَعد بإمكانه كذلك التحاف عَباءة فاضح الفساد بعدما تبين أنه غارق في الفساد حتى أخمص رجليه.
الحدث الأول، الذي جعل هشام جيراندو يَخرج من تلابيب ثيابه ويُصاب بالسعار والإسهال، كان هو تداول شريط فيديو يظهر فيه وهو يرتدي "طابلية" العمل كنادل في مطعم، ويوزع "برارد" الشاي على الزبائن! فهذا الشريط نَسف تمثيلية هشام جيراندو الذي كان يَنتحل فيها مِهن وصفات مزيفة عديدة، من بينها صِفة رجل أعمال ومستثمر في مجال الملابس الجاهزة وفي أسلحة الصيد وفي عالم الطيران!!
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
فلم يَعد بمقدور هشام جيراندو، منذ تداول هذا الشريط، النصب على الناس بدعوى أنه مستثمر وفاضح للفساد ، بعدما تبين أنه مجرد نادل، مع كل الاحترام لهذه المهنة، وأنه يَعمل كأجير بدوام كامل في محل مملوك لزوجته بالشراكة مع مهاجر مغربي تَحوم حوله شبهات غسيل الأموال!
الحدث الثاني والخطير، كان هو تداول عدة تسريبات صوتية صحيحة للدكتور مصطفى عزيز، الذي يُعتبر الممول الرئيسي والراعي الرسمي السابق لأنشطة هشام جيراندو الدعائية في مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي.
ففي هذه التصريحات الصوتية المسربة، يَختزل مصطفى عزيز هشام جيراندو في كونه "لا شيء"، وأنه مجرد "كومبارس يتم التلاعب به"، وأنه "خائن للعهد وناكر للجميل"، وأنه "مجرد لعبة بين أيدي إلياس العماري وقريبه بارون المخدرات سعيد شعو، وأنه يتم تسخيره لأغراض مشبوهة"… إلى غير ذلك من الأوصاف القَدحية التي تَفضَح حقيقة هشام جيراندو.
فهذه الشهادة الصوتية التي أدلى بها الدكتور مصطفى عزيز، والتي نَشرت كل غسيل هشام جيراندو الوسخ، كانت هي الضربة القاضية التي هزّت الأركان الاحتيالية لهذا النصاب وكشفت حقيقته الإجرامية.
ولرَتق بكارته التي خدشها مصطفى عزيز بتصريحاته المسربة، حاول هشام جيراندو جاهدا الطعن في صحة هذه التصريحات، وتَعمَّد تمييع النقاش بشأنها، تارة بالادعاء أنها مزيفة، وتارة بالقول أنها من صنع الذكاء الاصطناعي، والحقيقة أنها صحيحة وأن الوحيد المصاب بالغباء العقلي كان هو هشام جيراندو.
الحدث الثالث: وهنا لا بد من استحضار القول المأثور الذي يَقول بأن المصائب لا تأتي فرادى، وهذا ما يَنطبق فعلا على هشام جيراندو هذه الأيام، خصوصا بعدما تم اعتقال الوسيط الذي كان يَعمل كحلقة الوصل بينه وبين والدته بالمغرب! فالشخص الذي اعتقلته الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمدينة سوق الأربعاء الغرب، كان هو الذي يَتولى تحصيل أموال الابتزاز من الضحايا ويَعمَد لإيصالها بطلب وإيعاز من هشام جيراندو لوالدة هذا الأخير.
وباعتقال هذا الوسيط، تكون إمدادات الابتزاز قد توقفت نهائيا عن والدة هشام جيراندو، التي كانت تأكل من أموال الابتزاز ومن دماء وعرق الضحايا الذين يَخضَعون للابتزاز والتشهير والمساومة على مواقع التواصل الاجتماعي. وهذا الانقطاع مؤقت طبعا، إلى غاية البحث عن ضحايا ووسطاء جدد في شبكة هشام جيراندو الإجرامية.
إن تواتر وتزامن هذه الأحداث في حيز زمني ضيق، قوَّض وعَصَف بشعارات هشام جيراندو، الذي ظهر على حقيقته، كنادل بالنهار، ومُبتز ونصاب في الليل، بينما كانت الضربة القاضية هي تسريبات الدكتور مصطفى عزيز الذي عرّى عن سَوءة شريكه السابق في الدعاية المغرضة، ويتعلق الأمر هنا ب"السرباي" و"الكاماريرو" هشام جيراندو.