«ديما مغرب!»
لم يعجب أداء المنتخب ضد البنين الجمهور، أو على الأقل جزءا كبيرا من الجمهور عبر عن هذا الأمر في مواقع التواصل الاجتماعي بقوة، منذ نهاية مباراة الإثنين الماضي.
لنقلها بكل صراحة: لا نريد أن يعجبنا أداء المنتخب ضد البنين أو تونس في مباريات ودية، نريد الفوز بكأس إفريقيا التي ستنظم في بلادنا. نقطة إلى السطر.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
هل سيستطيع وليد الركراكي فعلها؟
لسنا ليلى عبد اللطيف، ولا غيرها من نصابي ادعاء معرفة المستقبل، لكننا نعرف أمرا واحدا فقط: مع هذا المدرب، حقق المنتخب ما لم يحققه من قبل، ونحن انتظرنا منه التأكيد في دورة الكوتديفوار، لكن لم يتم الأمر، وننتظر منه التأكيد في دورة المغرب، ونتصور أنه سيتم، وفي حالة - لا قدر الله - ازداد تمنع الكأس القارية علينا معه، وهو ما لا نتمناه، سنقول له شكرا، وسنذهب للمحاولة مع مدرب آخر.
وليد نفسه تعهد بها، وقال إنه سيغادر إذا لم يفز بهذه الكأس هنا على أرضنا.
لذلك، لا إشكال، والأمور واضحة، والتركيز يجب أن يبقى كاملا على الهدف الأسمى: التتويج هنا، والثقة الكاملة في مدربنا الوطني وطاقمه... إلى أن يثبت العكس، وحينها لكل حادث حديث، مع أننا، ودون ادعاء معرفة الغيب، لدينا منادي داخلي يقول لنا إنها لن تخيب هذه المرة، وأننا سنعانق كأسنا القارية الثانية على أرضنا، وبين جماهيرنا... إن شاء الله طبعا.
تذكروا- رجاء - هذا الكلام.
La croisière s’amuse!
انتهت رحلة ريما وغريتا، نحو غزة، مثلما ابتدأت: بسيلفيهات كثيرة، وصور أكثر، وحديث ساكت وصامت لم يقدم للغزاويين أي شيء.
المنتسبة لحركة «ليزانسومي» في فرنسا ريما حسن حققت ما كانت تريده من الرحلة البحرية: مزيدا من الأصوات القادمة من المتحدرين من أصول عربية ومسلمة في فرنسا الانتخابات المقبلة.
غريتا السويدية هي الأخرى حققت ما تركت كل شيء من أجله: ربع ساعة من المجد الإعلامي الذي يشغل بالها منذ اكتشف العالم هذه الصغيرة، التي كان يعتقد أنها تدافع عن البيئة، واتضح أنها تدافع عن صورتها الإعلامية فقط، واستمرار ظهورها في الواجهة بأي ثمن.
وحدهم الغزاويون والغزاويات لم يحققوا شيئا من رحلة الترفيه البحري هذه: بقوا بين فكي الكماشة إياها: حركة تختفي وسط مدنييهم وتقول إنها انتصرت انتصارا عظيما، ودولة تقصف أولئك المدنيين لأن تلك الحركة تختفي وسطهم فيما هم يواصلون زحف الجوع نحو الشتات.
هذه هي الحقيقة، ولا حقيقة غيرها، ومن يقولون لكم أمورا أخرى يكذبون عليكم، أو بالأحرى يستخفون بعقولكم، ويعتقدون أنهم يستطيعون بيعكم كل عجول الدنيا لكي تربوها في مزارع وهمية أنتم لا تمتلكونها أصلا.
مجددا نقولها: قتلت الظواهر الصوتية (المظاهرات والأناشيد والمحفوظات والأشعار الركيكة) في العالم العربي قضية فلسطين، والآن تدفن الظواهر المرئية (الصور، الفيديوهات، السيلفيهات والمشاهد التمثيلية الكاريكاتورية والمضحكة) جثة هذه القضية.
وفيما بعد سيقول لكم من قتلوها ومن دفنوها: عذرا، لم نكن نعلم.
سنقول لهم بكل صراحة مجددا: نعرف، فأنتم أصلا منذ البدء لا تعلمون، لكنكم بالمقابل، لا تصمتون، وهذه هي المصيبة الحقيقية.