راكمت المديرية العامة للأمن الوطني في السنوات القليلة الماضية العديد من النجاحات العملياتية والمؤسساتية، التي بوّأتها مكانة متقدمة في مجالات التعاون الأمني الدولي، وجعلتها تترأس العديد من الهياكل الأمنية القيادية في مجموعة من المنظمات الدولية المهتمة بالتعاون الشرطي.
وكان آخر هذه النجاحات التي تم ترصيدها على المستوى الدولي، انتخاب شرطية مغربية برتبة عميد شرطة إقليمي، وهي ليلى الزوين رئيسة المصلحة المركزية لمكافحة الجريمة المرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة، لشغل منصب نائب رئيس فريق خبراء الأنتربول في مجال الأمن السيبراني.
وتتواتر هذه النجاحات الكثيرة في ظل تسجيل تصعيد دعائي مغرض، وحملات بروباغندا ممنهجة انخرط فيه العديد من دعاة التبخيس والتشهير والابتزاز المعلوماتي، الذين تدفعهم أحيانا خلفيات كيدية وانتقامية، وقد تحركهم أحيانا أخرى تحريضات مبطنة ممن يخوضون حروبا دعائية بالوكالة.
وقد بدا لافتا انجراف "التيكتوكر" هشام جيراندو، الذي يئن تحت وطأة الفرار من عقوبات سجنية طويلة الأمد، في مستنقع القذف والتشهير بالأمن المغربي، في وقت تتعاظم فيه المكانة المتقدمة لجهاز الشرطة بالمغرب، ويتزايد فيه منسوب الثقة المجتمعية في نساء ورجال الشرطة، ولخير دليل على ذلك هو استضافة النسخة الأخيرة من الأبواب المفتوحة للأمن الوطني التي نظمت بمدينة الجديدة، أكثر من مليونين ونصف مواطن مغربي من فئات مجتمعية مختلفة.
نجاحات تحمل بصمة الحموشي
لا يمكن فصل النجاحات المتواترة التي حققها الأمن المغربي في المحافل الدولية عن منهج الحكامة الذي كرّسه عبد اللطيف حموشي في تدبير المرفق العام الشرطي، منذ توليه منصب المدير العام للأمن الوطني في 15 ماي 2015.
فعلى امتداد السنوات الماضية، تبوأ الأمن المغربي مكانة قيادية في هياكل وبنيات الأمن العالمي، حيث ظفر السنة الماضية بمنصب نائب رئيس منظمة الأنتربول كممثل عن إفريقيا، مسجلا أغلبية ساحقة مقارنة مع باقي المرشحين، وهو المنصب الذي جعل من المملكة المغربية ممثلة في المديرية العامة للأمن الوطني "قطبا أمنيا جهويا في خدمة قضايا القارة الإفريقية".
وفي سياق متصل، كرّس اختيار عبد اللطيف حموشي لشغل منصب عضو المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية هذه المكانة المرموقة للأمن المغربي في محيطه العربي والإفريقي والدولي. فبفضل هذه العضوية الأكاديمية والعلمية، استطاع الأمن المغربي تصدير مهاراته وتجربته وخبرته لمختلف الكوادر والإطارات الأمنية العربية، وتمكن بالتبعية من خلق "علامة أمنية فارقة" على المستوى العربي.
ولا يمكن حصر نجاحات الأمن المغربي في شغل المناصب القيادية في المنظمات والمعاهد الأكاديمية الدولية فقط، بل هناك مؤشرات كثيرة تصدح بهذا النجاح وتنبض بالاعترافات الدولية بفعالية ونجاعة الأمن المغربي في ظل قيادة عبد اللطيف حموشي.
وبلغة الأرقام، استطاع الأمن المغربي في أقل من سنة ونصف المنصرمة من اعتقال أكثر من 70 مجرما دوليا فارا من أوامر دولية بإلقاء القبض ومن نشرات حمراء صادرة عن الأنتربول، كانوا يحملون جنسيات 25 دولة من مختلف قارات العالم، وهي من أعلى نسب الضبط والزجر على المستوى العالمي، باعتبارها تقطع أوصال الجريمة المنظمة وتحرمها من امتداداتها الدولية وارتباطاتها الاقليمية والجهوية.
وقد حظيت نجاعة الأمن المغربي بإشادات دولية كثيرة، كان آخرها موقف الشكر الذي عبّر عنه وزير العدل الفرنسي يوم الأربعاء الماضي، بعد واقعة توقيف أحد أباطرة الجريمة المنظمة المختصة في اختطاف متداولي العملات الرقمية المشفرة، والذي جرى الكشف عنه واعتقاله بمدينة طنجة في عملية أمنية مشتركة بين الأمن الوطني ومصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني,
المغرب يقطف نجاحات الأمن
يجهل دعاة التبخيس، ممن رهنوا وجودهم الافتراضي في مواقع التواصل الاجتماعي بمهمة وحيدة فاشلة وهي التشهير بالأمن المغربي، (يجهلون) بأن نجاحات هذا الأمن كانت هي إحدى الركائز الأساسية التي استند عليها المغرب لجلب التظاهرات الرياضية الدولية، وكذا لاحتضان أسمى الملتقيات الاقتصادية والأمنية والثقافية والفنية العالمية.
بل يجهل أصحاب هذه الحملات الممنهجة بأن نجاحات الأمن المغربي هي التي صنفت المغرب كبلد آمن بدون عمليات إرهابية في عدة سنوات متتالية، وذلك في سياق إقليمي ودولي يضج بالتهديدات والعمليات الإرهابية الخطيرة.
وقد شرعت، مؤخرا، المملكة المغربية في قطف ثمار النجاح الأمني الذي يدعم باقي الاستراتيجيات القطاعية المختصة، وتجلى ذلك في احتلال بلادنا للمرتبة الأولى في إفريقيا في جلب عدد السياح الأجانب في سابقة في تاريخ المغرب، وكذلك في ارتفاع تدفق الاستثمارات الأجنبية التي تبحث عن الملاذات الآمنة.
وكان من الطبيعي أن يحظى نجاح الأمن المغربي باحتضان شعبي ومجتمعي، وهو ما يترجمه ارتفاع نسبة ثقة المواطنين في المؤسسة الأمنية، والتي تخطت مؤخرا حاجز 83 بالمائة، حسب تقارير العديد من المنظمات والمعاهد غير الحكومية.
وفي المقابل، كان من الطبيعي أيضا أن يثير نجاح الأمن المغربي حملات ارتدادية من جانب الأصوات المحدقة بسمعة المغرب، والمدفوعة بخلفيات إجرامية ودوافع عدائية. وقد تجسمت هذه الحملات المضللة مؤخرا في حملة افتراضية ممنهجة، ترشق الأمن المغربي برشقات اتهامية باطلة، انخرط فيها خصوصا هشام جيراندو الذي قدمته العديد من المصادر الإعلامية: "كبوق تضليلي يتولى تصريف أجندات عدائية بطلها المهدي حيجاوي وإلياس العماري والدكتور مصطفى عزيز"!.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });