جددت القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة تأكيدها على أن قضية الصحراء المغربية تظل على رأس أولويات الحزب، مشيرة إلى أن تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء يمثل فرصة للتذكير بعبقرية هذه المبادرة التي أطلقها الملك الراحل الحسن الثاني، والتي اختارت نهج السلم والتحرر والكرامة بدل الصراع والعنف، في وقت كان فيه العالم يعيش على وقع الحروب والانقسامات.
واعتبرت قيادة الحزب، في كلمة خلال الدورة الثلاثين للمجلس الوطني المنعقدة يوم السبت، أن المسيرة الخضراء لم تنته، بل تحولت إلى "مسيرة بالعقول"، يقودها الملك محمد السادس من خلال مشاريع استراتيجية كبرى بالأقاليم الجنوبية، وبعمل دبلوماسي رزين أثمر اعترافات وازنة من قوى دولية كبرى، مشددة على أن النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية يجسد اليوم فلسفة قائمة على التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.
وفي السياق نفسه، نبهت القيادة إلى أن القضايا الوطنية لا تحتمل أي مزايدات سياسوية أو توظيف حزبي ضيق، مشيرة إلى أن الحزب يرفض الدخول في الحسابات الصغيرة التي تبتعد عن هموم المواطن، ومؤكدة أن "الإنسان هو مركز السياسات العمومية"، كما جاء في خطاب ملكي سابق، داعية إلى ضرورة تبني سياسات تضع المواطن في قلب الاهتمام وليس على هامشه.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وأشارت كلمة الحزب إلى أن الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يمر بها المغاربة اليوم تفرض المزيد من الإصغاء والإنصات، لاسيما من طرف الأحزاب السياسية، معتبرة أن مبادرة "جيل 2030" تمثل خطوة هامة في هذا الاتجاه من خلال لقاءات جهوية مع الشباب لإشراكهم في النقاش العام، إلى جانب مبادرة "جواز الشباب" التي تهدف إلى دعم هذه الفئة اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا.وختمت القيادة كلمتها بالتأكيد على أن مغرب اليوم هو مغرب التضامن والمواطنة، كما ظهر جليا في محطات الأزمات مثل جائحة كوفيد وزلزال الحوز، داعية إلى جعل "تامغربيت" وروح المواطنة ركيزة أساسية في السياسات العمومية، وعلى رأسها التعليم، باعتباره الحصن الحقيقي أمام الانهيار القيمي وانتشار الأنانية والجشع.