مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة ينظم الدورة 12 من منتدى حقوق الإنسان

أحداث أنفو الجمعة 23 مايو 2025
No Image

ينظم مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة الدورة الثانية عشرة من منتدى حقوق الإنسان يومي 20 و21 يونيو 2025 تحت شعار: "الحركية البشرية والديناميات الثقافية". يومان من النقاشات واللقاءات يشارك فيها مفكرون وفنانون وباحثون من مختلف أنحاء العالم.

منذ انطلاقه، فرض المنتدى نفسه كفضاء للتفكير الملتزم، يجمع بين الفكر النقدي والإبداع الفني والنضالات المعاصرة. ففي عالم تسوده التوترات الهوياتية والانغلاق على الذات، تقترح هذه الدورة الجديدة طرحا مضاداً، ورؤية حساسة ومتجذرة ومتعددة الأبعاد حول الهجرة وتمظهراتها الثقافية.

ينظم المنتدى بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج (CCME)، إذ يسعى إلى مساءلة ما تنتجه الحركية البشرية من سرديات، وخيال سياسي، وتأثيرات في مختلف المجالات الثقافية والفنية.

وفي هذا الإطار، تقول نائلة التازي، منتجة مهرجان كناوة وموسيقى العالم: "يجسد هذا المنتدى روح المهرجان. فهو يمد، على مستوى الفكر، ما تعبر عنه الموسيقى بقوة: حركة الأفكار، والتلاقح، والمقاومة عبر الثقافة. في الصويرة، تتلاشى الحدود، وتتنقل الأفكار كما الإيقاعات".

من جهته، يضيف إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج: "أمام خطابات الانغلاق والتقسيم، من الضروري التذكير بأن الهجرة فعل شجاعة وإبداع كذلك. منتدى الصويرة يُظهر هذه الإسهامات، وهذه الحكايات، وهذه الذاكرات المتحركة".

في هذه الدورة، ستسلط مجموعة من المفكرين والفنانين الضوء على القضايا الراهنة المرتبطة بالهجرة:

أندريا ريا، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بروكسيل الحرة، سيفتتح المنتدى بمحاضرة حول الجغرافيات الجديدة للتنقل، باسكال بلانشار، مؤرخ، سيحلل التمثلات الاجتماعية المرتبطة بالهجرة، فاطمة زيبوح، أخصائية في علم الاجتماع، ودانا ديمينيسكو، باحثة في علم الاجتماع الرقمي، ستتناولان التوترات بين التمثلات الذاتية المهاجرة والسياسات العمومية، فرانشيسكو فاكيانو، أنثروبولوجي، سيستكشف الذوات المهاجرة وسياسات اللجوء.

وسيكون للفن حضوره القوي كذلك من خلال المخرجين فوزي بنسعيدي وإيليا سليمان، حيث سيشاركان رؤيتهما حول المنفى كمادة للإبداع.

- الكاتبة فيرونيك تادجو، والفنان بارتيليمي توغو، والمؤرخان نيكولا بانسيل وإيفان غاستو، والمخرج الوثائقي كمال رضواني، سيغنون النقاش.

أصوات أدبية قوية – إلغاز، وريم نجمي، وطه عدنان وعبد القادر بنعلي – ستمنح امتدادا للشتات من خلال السرد، والشعر، والالتزام.

هنا، الهجرة ليست رقماً ولا مفهوماً مجرداً: بل تعبر عما يربط، وما يتحرك، وما يقاوم. قصائد، أغانٍ، صور: أشكال متعددة تُكتب من خلالها الحكايات، رغم المسافات والصمت.

وسيُسهم مشاركون ميدانيون، من قبيل كاسي فريمان، المتخصصة في سياسات التعليم للأفارقة المنحدرين من الشتات، في ترسيخ هذه التأملات ضمن وقائع ملموسة، من خلال مساءلة الأطروحات المهيمنة حول الشتات، وتفكيك الصور النمطية.

كما سيتناول المنتدى الدور المحوري للثقافة – الشعبية، والعالِمة، والأدائية – في نقل الذاكرة، وبناء الهويات المتعددة، وإعادة ابتكار التضامنات.

إن منتدى حقوق الإنسان لا يشكل حدثا موازياٍ فقط، بل يمثل أحد ركائز مهرجان كناوة. في عالم ممزق، يخلق فضاءً للتفكير، حيث يصبح الاصغاء، والحوار، والإبداع أشكالا من المقاومة.

على مدى يومين، تتحول الصويرة إلى مختبر مواطن في الهواء الطلق. مكان تُروى فيه الحركية والمنفى بشكل مختلف، وتُعاش فيه حقوق الإنسان بوعي، وموسيقى، وتقاسم.