الدار البيضاء... ندوة علمية تعالج إشكالية اضطرابات تخثر الدم بالمغرب

سعد داليا الخميس 22 مايو 2025
No Image

أكد أطباء وخبراء مغاربة وأجانب في مجال أمراض الدم وتخثره على ضرورة وضع خارطة طريق لتحسين رعاية مرضى اضطرابات تخثر الدم في المغرب، والتشديد على أهمية اعتماد مقاربة متعددة التخصصات تجمع بين الكفاءات الطبية والعلمية بالقطاع العام والخاص، وضرورة التكوين المستمر للأطر الصحية وتوحيد الممارسات السريرية لضمان جودة أعلى في الرعاية الصحية.

وكانت مدينة الدار البيضاء احتضنت مؤخرا فعاليات اللقاء العلمي المتخصص " الماستر كلاس في الهيموستاز " تنظمه كلية الطب الخاصة بمراكش بشراكة مع مؤسسة برومالاب للتشخيص الصحية، أجمع عليها نخبة أطباء وخبراء مغاربة أجانب في مجال أمراض الدم وتخثر على أهمية انعقاد الحدث العلمي بالمغرب وتسليط الضوء على التحديات الكبرى المرتبطة باضطرابات التخثر الدموي، بما في ذلك النزيف والجلطات الدموية والتي تشكل تهديد متزايد للصحة العامة نتيجة صعوبتها في التشخيص وتعدد مسبباتها سواء الوراثية أو المكتسبة.

توصيات الندوة العلمية الدولية خلال اختتامها دعت إلى تحسين التكفل بمرضى اضطرابات التخثر وتأسيس شبكة وطنية للممارسات الجيدة، تقوم على التعاون بين مختلف القطاعات المعنية وتطوير آليات التشخيص والعلاج، بما يضمن جودة أعلى في الرعاية الصحية وفعالية أكبر في الاستجابة للمتغيرات السريرية.

رئيس الجامعة الدولية للطب بمراكش البروفيسور إسماعيل العلمي اعتبر في كلمته الافتتاحية للندوة العلمية أن اللقاء العلمي يهدف إلى دعم الأولويات الوطنية الرامية في تسهيل ولوج المواطنين للخدمات الصحية ذات جودة عالية، وتجسيد التوجيهات جلالة الملك محمد السادس في تطوير المنظومة الصحية عبر دعم البحث العلمي وتكريس التكوين الطبي المستمر.

رئيس الجامعة الدولية للطب شدد على رفع كفاءة الممارسين في مجال الصحية وأن انعقاد الندوة الدولية بالمغرب تعكس روح المسؤولية المشتركة في النهوض بصحة المواطن، مؤكدا على أهمية تكوين أطباء المستقبل داخل مؤسسات أكاديمية مرموقة، والذي يعد من بين المرتكزات الأساسية لتحديث القطاع الصحي الوطني.

الدكتورة بشرى المالكي مديرة مؤسسة برومالاب للتشخيص الصحية بدورها اعتبرت انعقاد " الماستر كلاس " جاء استجابة لحاجة ملحة بالساحة الطبية والهادف إلى تعزيز تبادل المعارف السريرية والعلمية حول أمراض التخثر وتحسين المسارات العلاجية للمرضى، مؤكدة أن الندوة الدولية شكلت منصة هامة لتنسيق الجهود بين مختلف المتدخلين، ووضع أسس خارطة طريق وطنية ترتكز على المعايير الدولية وأحدث التوصيات العلمية.

تشير الدكتورة المالكي أن الملتقى العلمي تميز بمشاركة واسعة للأطباء المغاربة والأجانب، ويعكس بذلك التزام جماعي للنهوض بمنظومة التكفل بمرضى اضطرابات النزيف والتخثر، سواء كانت ناجمة عن أمراض وراثية كالهيموفيليا وداء فون ويلبراند، أو مكتسبة كالحالات المرتبطة بالحمل، إضافة للعمليات الجراحية أو الأورام وحتى بفعل استخدام مضادات التخثر.

ومن جهته شدد الدكتور مصطفى المشرقي في إحدى أحد المداخلات العلمية بالمؤتمر أن " العلم الطبي علم حي ومتطور ومن الضروري متابعة مستجداته وتقاسم المعرفة مع الجسم الطبي والمجتمع ككل"، مؤكدا على أهمية الابتكار والتجربة والتكوين المستمر، وهي مفاتيح أساسية لبناء ممارسة طبية متجددة ومواكبة للتحديات.

وشهدت الندوة الدولية مواضيع دقيقة ومحدثة المرتبطة بأخر المستجدات العلمية حول التشخيص والعلاج في أمراض التخثر مع تقُديم عروض تفاعلية وجلسات عمل مشتركة بين مختلف التخصصات بهدف تبادل التجارب وتنسيق الممارسات وفق أحدث ما توصل إليه الطب الحديث.