انطلقت مساء أمس الجمعة فعاليات مهرجان المغرب في تاراغونا، وهي تظاهرة تحتفي بغنى وتنوع التراث المغربي، وتهدف إلى بناء جسر ثقافي بين ضفتي المتوسط.
وينظم هذا الحدث من قبل القنصلية العامة للمملكة بتاراغونا، بشراكة مع بلدية المدينة، في إطار مبادرة اقتصادية وثقافية وفنية تروم إبراز علاقات الصداقة والتعاون التي تجمع بين المغرب وإسبانيا، باعتبارهما ملتقى حضارات عريقة.
وقد تميز حفل افتتاح المهرجان، الذي يشمل برمجة غنية ومتنوعة تهدف إلى تقديم صورة شاملة عن المغرب، بتقديم حفل أعاد إحياء أهم لحظات وطقوس الزفاف التقليدي المغربي، مما أتاح للحضور فرصة لاكتشاف عادات وتقاليد راسخة في الثقافة المغربية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وتخللت هذه الأمسية عروض موسيقية أد تها الفنانة سعيدة شرف ومجموعة كناوة، قبل أن ت ختتم بعرض أزياء للقفطان المغربي، أبان عن أناقة وبراعة وإبداع المصممين المغاربة، مسلطا الضوء على التراث الأصيل والمتجذر للمملكة.
وبهذه المناسبة، أعربت سفيرة المغرب في إسبانيا، كريمة بنيعيش، عن اعتزازها بتنظيم مهرجان مخصص للمغرب في تاراغونا، معتبرة أن هذه المبادرة تعكس متانة الروابط الإنسانية التي تجمع بين المملكتين.
وأكدت السفيرة أن هذا الحدث يبرز ثراء وتنوع الموروث الثقافي والحرفي المغربي، ويوفر للزوار تجربة غامرة لاكتشاف مختلف جوانب الهوية المغربية التي تمزج بين الأصالة والحداثة.
كما استعرضت السيدة بنيعيش الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الكبرى التي باشرها المغرب، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بهدف الارتقاء بالمملكة إلى مصاف الدول الرائدة.
وعلى هامش هذه التظاهرة، أجرت سفيرة المملكة سلسلة لقاءات مع مسؤولين محليين، تناولت سبل تعزيز الشراكة الثنائية على مختلف المستويات، وإرادة الجانبين في استكشاف آفاق جديدة للتعاون، سواء في المجال الاقتصادي أو الثقافي.
من جهته، أكد المندوب الحكومي الإسباني في كتالونيا، كارلوس برييتو غوميز نومبرادو، أن هذا المهرجان يشكل "نافذة حقيقية على الثقافة المغربية بكل أبعادها"، مبرزا غنى وعمق التراث المغربي.
وسلط المسؤول الضوء على قوة وتميز العلاقات المغربية الإسبانية، التي تترسخ أكثر في أوقات المحن من خلال التضامن المتبادل.
من جانبه، أشاد عمدة تاراغونا، روبين فينياليس إلياس، بروابط الصداقة والأخوة والتعايش التي تربط المدينة الكتالونية بالمملكة المغربية، مشيرا إلى الدور الحيوي الذي يضطلع به المغاربة المقيمون في تاراغونا في النسيج الاجتماعي والثقافي المحلي.
وقال: "المغاربة المقيمون في تاراغونا جزء لا يتجزأ من روح مدينتنا"، معتبرا أن هذا المهرجان يجسد الاحترام المتبادل بين الشعب المغربي وتاراغونا، ويرمز إلى علاقات التقدير والتعاون التي تجمع الطرفين.
كما شدد العمدة على متانة العلاقة التي تجمع بين تاراغونا وطنجة، باعتبارهما مدينتين متوسطيتين متشابهتين في الطابع البحري والطموح المشترك، ومترابطتين من خلال اتفاق توأمة فعلي.
وتقترح فعاليات مهرجان المغرب في تاراغونا برنامجا متنوعا يروم تقريب الثقافة المغربية من الجمهور الإسباني، مع إبراز الروابط التاريخية والإنسانية والتجارية التي تجمع البلدين منذ قرون.
وأوضحت القنصل العام للمغرب بتاراغونا، إكرام شاهين، أن المهرجان يشكل فضاء للحوار الثقافي مع مدينة تحتضن التنوع والانفتاح، ويعكس حيوية وغنى التعبير الثقافي المغربي في أبهى تجلياته.
وأضافت أن هذه التظاهرة الثقافية تمثل واجهة متميزة لإبداع الصناع التقليديين والمصممين ورواد الأعمال المغاربة، كما تشكل مناسبة لتعزيز التقارب وتقاسم الثقافات.
وستتواصل فعاليات المهرجان على مدى ثلاثة أيام، حيث سيتمكن الجمهور من الاستمتاع بمعارض للصناعة التقليدية المغربية، وعروض موسيقية ورقصات فلكلورية مغربية وكتالونية، وعروض الطبخ الحي من تنشيط الشيف المرموق موحا قواش، وعروض أزياء للقفطان المغربي، وركن للنقش بالحناء، فضلا عن أنشطة أثرية بشراكة مع المعهد الكتالوني لعلم البيئة القديمة وتطور الإنسان.