أين الأحزاب؟
طرح علينا صديق في نقاش مؤخرا هذا السؤال الأليم: كم حزبا ينظم خلال هذا الشهر الفضيل لقاءات جماهيرية لمناقشة أوضاع البلاد والعباد، قبل أو بعد الإفطار؟
تذكرنا أننا جيل عايش وفرة في هذا المنتوج الرمضاني لدى الأحزاب حين كنا يافعين، إذ كنا، في مختلف المدن التي نقطنها أو نتحدر منها، ننتقل من لقاء لشبيبة كذا، إلى ملتقى لشبيبة الآخر، ومن ندوة نظمها الحزب الفلاني إلى طاولة مستديرة أو لقاء مفتوح ينظمه الحزب العلاني.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
حينها لم تكن وفرة السردين والخضر والفواكه شاغل بال الناس. ولم تكن الأحزاب دكاكين مغلقة تفتح من الاقتراع إلى الاقتراع، وكانت ضمنها ثلة من الناس تبهرك بمستوى الدراسة والوعي والنقاش.
كان هناك أيضا إحساس أن هاته الأحزاب تصلح لشيء ما.
طبعا كانت فيها مثالبها والعيوب، ولم تكن كاملة وصافية لا تشوبها شائبة، لكنها على الأقل كانت.
اليوم، نجول بالناظر في كل اتجاه، ونترجى ممن تبقى هناك أن يقوموا بذلك الذي يقال له وعنه: «لا بد مما ليس منه بد».
هم يعرفون اللازم القيام به جيدا، لكنهم «كيتبوهلو»، وفي رواية أخرى، هم «دايرين ريوسهم حماق»، علما أن المطلوب الضروري في مغرب اليوم ومغرب الغد واضح وظاهر وجلي للعيان، وتلخيصه جملة دارجة بسيطة هي دعاء في نهاية المطاف: «الله يرحم من زار وخف».
(خفوا علينا) أيها المزمنون، فأجيال جديدة كثيرة، وليس جيل واحد فقط، تفرجت عليكم عشرات السنين، وتعبت، وأنتم لا تتعبون.
لقجع المغربي!
يستحق فوزي لقجع عوض التهنئة الواحدة عشرات، بل مئات، بل آلاف التهاني الجماعية بعد فوزه الكبير والمستحق في انتخابات الفيفا.
الذين خرجوا لكي يقولوا لفرقنا الوطنية: لماذا تهنئون رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بعد هذا الفوز الكبير؟ أناس يعانون من شيء ما غير قابل للتحديد فعلا.
إنجازات لقجع لكرتنا الوطنية أمر ثابت لا تنقصه إلا كأس قارية نتوج بها، لكي يكتمل الإطار. هذا ليس كلامنا، هذا كلام كل من يتابع كرة القدم في المغرب قبل نصف نهاية المونديال، وبعدها.
وكل من يقول لنا «لديكم حركية جيدة في الكرة في المغرب في السنوات الأخيرة، ما هو سببها؟».
نجيبه ببساطة وبفخر: تعليمات ملكنا السامية ووجود رجل يحسن تطبيقها هو فوزي المغربي.
باختصار، مبروك لقجع، وعلى من لم يعجبه الانتصار الكبير الجديد، باسم المغرب، ولم تعجبه تهاني المغاربة للرجل، أن ينتظر لحظة أخرى لا يكون فيها التوفيق حليفنا، وحينها ليتحدث مثلما يشاء.
مبروك فوزي، تستحق الفوز، وتستحق التهنئة.
(ترمضينة وصافي)!
سمعنا في الآونة الأخيرة، والعياذ بالله، عن جرائم من نوع آخر (عم يغتصب صغيرة ويرميها في حاوية، أربعيني يقتل أمه، رجل ينتهي من زوجته وابنته دفعة واحدة، أم تقتل صغيرتها بعد خلاف زوجي...) وطرحنا على أنفسنا سؤال الصحة النفسية لدينا مجددا.
هناك قنابل موقوتة تعيش بيننا، ولا تنتظر إلا الانفجار، لأننا - كل من موقعه - نتعايش دون إشكال مع أمراض نفسية خطيرة، ونبحث لها عن الأعذار الكاذبة إلى أن يأتي يوم تنفجر فينا، وحينها نشرع في البكاء.
مرعب وكفى، في انتظار حل عاقل.