شذرات رمضانية (6)

بقلم: المختار الغزيوي الأربعاء 12 مارس 2025
437558316_871453971693454_329807091093722925_n
437558316_871453971693454_329807091093722925_n

روح ملاك! 

عادت ملاك، بعد أن طبق القانون روحه الإنسانية، إلى منزل أسرتها، وإلى دراستها، لأنها كان يجب أن تعود إليهما. ومن ورط الصغيرة البالغة من العمر 15 عاما فقط في قضية أكبر منها يجب أن يخجل من نفسه، وعلى ما يبدو هو شرع في الشعور بالخجل، لأنه أحس، أو تم إشعاره بأنه تسبب لعائلة بأكملها، وضمنها طفلة في الخامسة عشرة من العمر في ضرر بليغ. 

هل يعرف بعض من يتاجرون في كل شيء عبر الأنترنيت، من «الكوستيمات المدرحة» حتى السياسة وأوضاع البلد، أنهم في سعيهم الحثيث نحو المصلحة المادية، أو المنفعة المالية، أو جمع الأموال، دون اكتراث بضمير، يتسببون في كوارث حقيقية يؤدي ثمنها أناس آخرون، قد تكون لهم علاقة، وقد لا تكون بأصحاب الضرر الأصلي؟ 

وهل يعرف هؤلاء اللاهثون وراء مال التصوير بالهاتف أنهم يمسون بإساءاتهم البليغة هاته، بعد عائلاتهم، بلدهم، وهم يدعون أنهم يدافعون عنه، وأنهم يريدون له الخير وتغيير الأوضاع نحو الأفضل؟ 

المرجح في الإجابة لدينا هو أنهم يعرفون. بل هم في الحقيقة يعرفون أكثر من ذلك، لكنهم لا يكترثون لا بعائلاتهم، صغيرها وكبيرها، ولا بالوطن الذي يزعمون أنهم يدافعون عنه ويغارون عليه. 

همهم الأكبر الوحيد: الجيب، والمصلحة الشخصية الصغيرة.

سبب ذلك الرئيسي: الإملاق القديم، والخوف من العودة إليه. 

محزن، لكنها الحقيقة دون رتوشات تجميل، وهي تزعج، نعرف ذلك، لكننا نعرف أننا يجب أن نقولها نحن، لأن الآخرين يجبنون، أو يفضلون الكذب، وتفادي الضجيج، أو هم في النهاية متواطئون. 

ولاد الشمس! 

من حلقاته الأولى، والتي بلغ فيها الآن الحادية عشر، يبدو مسلسل «ولاد الشمس» المصري لشادي عبد السلام، الأكثر اقترابا من مسلسلات الزمن الآخر، تلك التي كنا نقاتل الوقت الرمضاني للقبض على كل حلقاتها، حين لم يكن المتيسر من وسائل المشاهدة إلا قناة واحدة، أو اثنتين. 

يحكي المسلسل بعنف بصري ظاهر وقوي، لكن فني ومبدع، حكاية «دار الشمس» للأيتام، التي يديرها «بابا ماجد»، الذي يلعب دوره باقتدار مثير لكثير من الحب والرعب الكبير محمود حميدة. 

ومن خلال قيادة مفتاح (يلعب دوره المتميز طه دسوقي) وولعة (يلعب دوره متميز آخر هو أحمد مالك) لتمرد داخل الدار، يروي العمل مجددا قصة الصراع الأبدي بين الخير وبين الشر، ويرسم كتابة وإخراجا شخصيات يتأرجح مشاهدها بين التعاطف معها حد حبها أحيانا، وبين النفور منها حد الكره في لحظات أخرى. 

يخرج هذا المسلسل من خانة الأعمال المصورة خصيصا لرمضان، بسرده، بطريقة لعب ممثليه، وكذا بكيفية تصويره، وباعتماده على متن غنائي وشعري قديم منتم لمدرسة الشيخ إمام، تم توظيفه، حتى الآن بشكل مدروس وغير مجاني، ومنخرط تماما في الحبكة الدرامية للعمل. 

من خلال هذا العمل تعود دراما مصر التلفزيونية، تلك التي كانت تحمل في السابق من الزمن اسم أفلام ومسلسلات الفيديو، إلى تأكيد ريادتها في المجال، وإلى إقناع كل متابعي الميدان أنها تستطيع باستمرار تجديد نفسها بأسماء شابة لا تجد صعوبة في الاندماج في الأعمال مع الأسماء المكرسة أو الكبيرة. 

هو «سر صنعة» هناك في مصر، لازال الكثيرون يبحثون عن طريقة ما لتقليده، منذ قديم السنوات، ولا يجدون. 

باختصار، هذا مسلسل يستحق المشاهدة والانتباه، وسط زحمة رمضان التلفزيونية، التي قد يسبب فيها الكم المبالغ فيه تخمة غير قابلة للهضم نهائيا. 

(ترمضينة وصافي)! 

في الحوز أقارب لنا، وعائلات لنا، وأناس يهمنا أمرهم، ويهمهم أمرنا، لا زالوا تحت الخيام بعد أن ضربهم زلزال الحوز في مقتل. 

لا تهمنا هنا مبررات بقائهم التقنية هناك، ولا تعني لنا تبريرات المسؤولين المحليين شيئا، لأننا متأكدون من شيء واحد فقط: وجود أولئك المغاربة أسرى تلك المعاناة طيلة هذا الوقت أمر يسيء لنا جميعا. 

في الحوز أقارب لنا وعائلات يجب أن نراعي آدميتهم، ويجب أن يحل مشكلهم اليوم قبل الغد. هذا ما يقوله المغرب، وهذا ما يريده المغاربة كلهم. 

رجاء، اعثروا على حل يرفع هذه المعاناة عن أهلنا، واقطعوا الطريق على الكاذبين من هواة الصيد في الماء العكر، وأنتم تعرفون من هم وتعرفون مقدار حبهم للتعكر في كل المواضيع والميادين والمجالات.