حرب الأسعار!
يريد المغربي سمك السردين بخمسة دراهم، ويقترح للحم ثمن الخمسين درهما، ويعتبر أن الدجاج في أسوأ الحالات لا يجب أن يتجاوز سعر بيعه العشرة دراهم للكيلوغرام الواحد.
من حق المغربي أن يحلم بأسعار منخفضة في كل المواد الاستهلاكية، وللأخرى التي نهلك ونحن نستهلكها، لكن هناك حدودا واقعية لهذه الطلبات وجب على الدولة تبيانها للناس بكل وضوح لكي تطمئن قلوبهم فقط.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وعوض اللجان الإدارية الغارقة في بيروقراطيتها، التي لا تنزل الأسواق إلا رفقة الكاميرات من أجل تخليد لحظات العبور النادرة من الأسواق، يحق للناس أن تطالب بمراقبة مستمرة للأسعار، مبنية على أسس واضحة يفهمها الجميع.
ويحق للناس المطالبة بنشر الثمن اليومي للسلع التي تستهلك بشكل كبير لكي نعرف الفوارق، ولكي نتأكد من حجم الدمار الذي تخلفه المضاربات، والذي يقال، ونحس نحن بصدق ما يقال، إنه كبير ومهول وعظيم.
يحق للناس أن يحدثها الوزراء المختصون، وبقية الإداريين التابعين لهم في كل المدن والقرى حديثا صريحا، واضحا، شعبيا، وواقعيا، عن ثمن كل شيء، وعن سبب الثمن، وعن ظروف هذا الثمن، عوض ترك الشعب فريسة لسوق الفوضى والأكاذيب وتأليب البعض على البعض في مواقع التواصل الاجتماعي.
ليست صدفة أن يخرج شاب مراكشي بسردين من بحر مدينة «سبعاتو ريجال» لا يساوي أكثر من خمسة دراهم، فيخلق الحدث، ويصبح محور كلام الناس.
ليست صدفة أن نخترع بحرا في مدينة داخلية، وأنواعا مختلفة من السمك بأثمنة هي في المتناول لكنها ليست حقيقية، ذلك أن الناس ملت الانصياع لتسعيرة لا تفهمها، وتريد فقط استيعاب السبب، ووضوح جدول الأسعار، واتضاح الرؤية كلها في سلسلة وصول البضائع إليها، وبعدها لن يكون إلا الخير.
هل هذا الوضوح صعب إلى هذه الدرجة؟
لا تعتقد، والله أعلم على كل حال.
رسالة واضحة!
مقالان اثنان، إلى حد الآن، صدرا في «الأحداث المغربية»، حملا توقيع المحترم جدا محمد الكحص، كانا كافيين لكي يقوما بعملية تذكير جماعي لنا أن الناس ملت من الإنصات إلى «البواقي» الفارغة، وتريد قليلا أو في الحقيقة كثيرا من الامتلاء.
الفراغ السائد وصل حدوده الأخيرة، ولم يعد في متسع القوم هنا الصبر على المزيد منه.
فيديوهات اليوتيوب المليئة أعطابا نفسية صغيرة لا يمكن أن تكون وسيلة لقيادة الرأي العام. ومن تصدروا للواجهة دون وجه حق، لأن الأصليين تعبوا أو هرموا أو انهزموا، أو ملوا، أو (بدلوا الساعة بأخرى)، لا يمكن أن يكونوا البديل المغربي النهائي.
التقطنا نحن هنا في «الأحداث المغربية» بهدوء وفرح التفاعل الجميل للقراء - وحتى لغير القراء الذي ألفوا الاطلاع المجاني على كل شيء في الأنترنيت - مع خروج سي محمد الكحص من جديد للكتابة وللكلام، وفهمنا أن الناس تريد المزيد من الاحترام والمحترمين.
كدنا، مثل الآخرين، أن نكفر بقدرة شعبنا على التمييز، بعد أن تشابه البقر علينا، وكثرت منصات الجهل المتحدثة، وأخرج فينا كل قليل حياء عينيه، لكن جاء سي محمد الكحص بمقالين رصينين، وأعاد إقناعنا بالعكس، وأعاد لنا أملا كثيرا.
الرسالة واضحة إلى كل المحترمين الصامتين الذين فضلوا الفرجة الحزينة علينا ونحن نغرق: المغرب يحتاجكم لئلا يقال في الختام إنه لم يجد إلا التافهين الذين لا يصمتون، لكي يدعوا من أسفل فراغ خوائهم أنهم ممثلوه، وهو منهم براء.
الرسالة واضحة يا قوم، وليتحمل كل ذي مسؤولية مسؤوليته، لئلا يقال يوم تنزل الستارة أن هؤلاء (المؤثرين) المخجلين - في كل المجالات - هم حقا صناع الرأي العام حقا في المملكة المغربية الشريفة.
(ترمضينة وصافي)!
تكاد لحظة الإفطار، وأنت ترى «ولاد يزة» في الأولى، فتسارع لتغيير القناة، فتعثر على «مبروك عليا» في الثانية، أن تطالب المشرع بإصدار قانون إجباري يمنع «الضحك القسري» أو «الإجباري» ساعة ازدراد الناس للتميرات وقطرات الماء وبقية الزاد، لحظة «فرق الصوم».
تكاد أيضا تطالب بإعادة تلك الوصلات من الطرب الأندلسي التي كانت ترافق إفطارنا في السابق من السنوات القديمة.
كنا نشرب «حريرتنا» بهدوء ونحن نحرك الرؤوس ترنما بـ«يديدات» أندلسية جميلة، أو على إيقاع ابتهالات غير مزعجة، قبل مشاهدة مسلسل مصري يستحق المشاهدة والسلام.
أين أضعنا «راس الخيط»؟
ذلك هو السؤال.