شذرات رمضانية (3)

بقلم: المختار الغزيوي
الخميس 06 مارس 2025
437558316_871453971693454_329807091093722925_n
437558316_871453971693454_329807091093722925_n

فارق إبداع! 

يقال إن قناة من قنواتنا التلفزيونية المغربية لجأت هذه السنة لكاتبة سيناريو مصرية، لكي (تبدع) لنا سيناريو، تمت «ترجمته»، أو «دبلجته»، أو منحه الجنسية المغربية، لكي يمر عبر تلفزيون المغاربة. 

لا مشكل نظريا في الأمر، إذا كان السيناريو مبهرا، لأن الفن لا جنسية له، وإذا كانت هذه الاستعانة بصديق أو صديقة مصريين، إذا صح كل هذا الكلام طبعا، قد عادت على منتوج تلفزيوننا بالنفع العميم. 

فقط وجب القول أن مشكل الكتابة للتلفزيون وغير التلفزيون، أي مشكل السيناريو، هو مشكل عويص جدا في المنتوج التخييلي المغربي، وهو قائم وحقيقي، وكل محاولات حله حتى الآن والعثور على مخرج من مشكلته باءت بفشل كبير. 

نحن ندعي أن بداية إصلاح هذا المشكل هي إعطاء القيمة الأولى في العمل للورق ولكاتب الورق. 

بمعنى آخر، عندما يصبح كاتب المسلسل أو الفيلم أو السلسلة أشهر من النجم الذي سيمثل، وأهم منه، وأعلى أجرا، سيصبح لدينا أسامة أنور عكاشة ووحيد حامد وعلي سالم بل ونجيب محفوظ، الذي كتب السيناريو وتفوق فيه تفوقه في كتابة الرواية. 

أما إذا بقينا في مرحلة عدم تذكر اسم كاتب العمل، أي صاحب الورق، والاكتفاء بوضع بيض العمل كله على ظهر ممثل أو ممثلة، سنبقى حبيسي مرحلة التجريب الجاهل، وارتكاب الخلايا النائمة والمستيقظة للكتابة، وفسح المجال لمن هب ودب، بشكل ينتج لنا ما نراه باستمرار، وما أصبحنا نريد معالجته باستيراد من يكتب لنا من مصر، أو بسرقة سيناريوهات تركيا وغيرها وإمطارها بالتوابل المغربية، والدعاء للعلي القدير ألا ينتبه أحد للاختلاس المفضوح الدال فقط على انعدام الإبداع والموهبة.

في البدء كانت الكلمة. يبدو أننا لا نفهم جيدا معنى هذه العبارة. 

«حماس» و«القضية»! 

عندما يقول المجتمعون في القاهرة، خلال قمة العرب، إن «أمن غزة مسؤولية المؤسسات الشرعية الفلسطينية ويجب أن يدار وفقا لمبدأ السلاح الشرعي الواحد»، فإنهم يرسلون إلى «حماس» و«الجهاد الإسلامي» الرسالة التي أرسلت من قبل في لبنان إلى «حزب الله». 

رسالة تقول إنه من الضروري قطع الطريق على إسرائيل التي تبرر هجوماتها بوجود سلاح بين أيدي جماعات ليست لها سلطة شرعية سواء في لبنان أو في فلسطين. 

لنذكر من تعرفوا على القضية الفلسطينية فقط بعد أن أصبحت «ملك حماس» بوضع اليد، أن سلطة وطنية فلسطينية مكونة من فصائل ناضلت طويلا بالسلاح وغير السلاح، وقبل ميلاد حماس وتقويتها، من أجل ألا تموت هذه القضية. وهذه السلطة الشرعية وحدها تستطيع حماية القضية من القتل الأخير، أو الإعدام، الذي يجرها إليها المراهنون على العمليات الانتحارية الحمقاء. 

تستطيع «حماس» إن أرادت ذلك، وإن أعطاها ممولوها ومالكوها الحصريون الإذن، أن تكون جزءا من الحل الشرعي الفلسطيني بالانضمام إلى السلطة الوطنية. 

وتستطيع حماس أيضا، ومعها «الجهاد الإسلامي»، أن يبقيا المشكل الكبير الذي سيستعمل مبررا للقضاء النهائي على القضية. 

لحركة المقاومة إلإسلامية «حماس» اليوم الاختيار، هي ومالكوها: قتل القضية، أو القبض على ما تبقى منها بتوحيد الصف الفلسطيني الممزق... بفعل مكائد حماس ومن يحركونها سابقا. 

لننتظر، وسنرى.

 

ترمضينة وصافي!

مرعب أن يتحول كل مالك لصفحة على «فيسبوك» إلى قاض، جالس أو واقف، الله أعلم، يناقش وكلاء الملك والقضاة في القضايا التي تعرض عليهم، دون أن يطلع لا على المحاضر، ولا على التحقيقات التي سبقت المحاضر، ولا على دواعي المتابعة، ولا على مختلف تفاصيل القضايا. 

مرعب أن يصبح التوفر على صفحة في موقع مارك زوكربيرغ، وهي مسألة مجانية وسهلة ولا تتطلب إلا دقائق للإنشاء، مبررا للنيل من مؤسسات البلد، وعلى رأسها القضاء، بجهل مركب خطير، يدل على شيء واحد فقط: انعدام الحياء، ولا شيء آخر.

مرعب «وصافي».