أفرجت الحكومة
الفرنسية في الأيام الماضية عن وثيقة سرية، تكشف النقاب عن جانب مظلم من الدسائس والمؤامرات والمكائد الجزائرية ضد الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وكيف سعت جارة الشرق بكل الوسائل والطرق، الى إضعاف السيادة المغربية ولو من خلال توظيف مهين لعناصر الجيش الجزائري كمخبرين لإسبانيا.الوثيقة الفرنسية توثق لواقعة مفصلية تمت في 16 شتنبر 1962، أي بعد شهرين فقط من استقلال الجزائر حيث تقدمت مجموعة مسلحة من جيش التحرير الجزائري إلى قاعدة عسكرية إسبانية في تندوف، تقترح عليها التآمر ضد المغرب، من خلال التعاون مع المحتل الإسباني، وتبادل الرسائل السرية، والقيام بدوريات مشتركة في المنطقة.
ومن بين ما تؤرخ له هذه الوثيقة، هو أولى بوادر التآمر الجزائري على المغرب في الصحراء الشرقية، ففي الوقت الذي كانت فيه المملكة الشريفة تخوض معارك دبلوماسية في الأمم المتحدة لطرد الاحتلال الإسباني من الأقاليم الجنوبية للمملكة، كان النظام العسكري في الجزائر يمد يده إلى مدريد، محاولا التنسيق معها للاستحواذ على الصحراء الشرقية المغربية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
ولعل المثير في الموضوع هو تاريخ الوثيقة الذي جاء قبل أكثر من سنة من حرب الرمال، مما يكشف الخلفيات الحقيقية التي كانت تحرك الجزائر لإستدراج المغرب الى الحرب، اذ يتضح بجلاء أنها كانت منذ البداية تسعى الى الإستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي الشرقية المغربية، ولأجل ذلك كانت تتآمر على مع اسبانيا كما هو موثق في الوثيقة الفرنسية، وهو ما يفسر أيضا سعي الجزائر الدائم لإطالة أمد الصراع حول الصحراء المغربية، وكيف لا وهي توظفها لإلهاء المغرب عن المطالبة بحقوقه التاريخية في الصحراء الشرقية.
وكما يقول المثل "إذا أنت أكرمت الكريم ملكته، وإن أنت أكرمت اللئيم تمرد" وكأن كاتب هذه المقولة قد فصلها على قياس اللؤم الجزائري اتجاه المغرب، الذي كابد الويلات دفاعا عن استقلال جارته الشرقية، فالوثيقة المذكورة تحطم جميع أساطير وادعاءات عسكر المرادية عن مقاومة الاستعمار، لأنها تفضح واقع كابرانات" دفعة لاكوست" الذين سعوا إلى العمل كمخبرين وعملاء لدى القوى الاستعمارية السابقة بهدف الإستيلاء على أراضي المغرب.