منذ متى بدأ المغرب الإعداد لرؤية 2030؟
لنا حق السؤال، بل علينا واجب طرحه، وللوطن ترف الرد علينا بكل اطمئنان: قبل الوقت بوقت طويل.
لا حاجة هنا لإنشاء لغوي متعالم على الناس، ولسنا مضطرين لكتابة أي كلمة من وحي الخيال للتأكيد على الأمر.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
لنراجع فقط الأوراش الفعلية والحقيقية الموجودة على أرض الواقع اليوم، ولنفتح ملفاتها ولنقبل صفحات دفاترها وسنجد الجواب أمامنا ماثلا بكل إقناع، يؤكد لنا أن الوطن الآن شرع في جني ثمار ما حصده منذ 1999، وما بنى عليه انطلاقته الجديدة بعد تراكم السنوات السابقة التي أسست تاريخه السابق.
هل نبدأ بآخر ورش كبير تم فتحه، ورش مراجعة مدونة الأسرة، وهي عماد المجتمع وأساس بنيانه، وفق تصور عصري ينتصر للمرأة ويعتبرها شريكة الرجل الحقيقية التي لا يمكن أن نخطو خطوة واحدة إلى الأمام دونها؟
أم ترانا نعبر إلى ورش آخر هو الآن في طور التحقق أمام أعيننا، يغير شكل مدننا، ويبني ملاعب وفنادق وطرق وتجهيزات استقبال العالم كله لدينا في المونديال التاريخي المشترك بين أوروبا، ممثلة في إسبانيا والبرتغال، وبين إفريقيا، ممثلة في ابن القارة البار الذي لم يتخل عنها يوما، المغرب؟
ترانا ندخل أوراش أنبوب غاز يعبر من نيجيريا إلى المغرب ويصل القارة العجوز، هناك في الشمال، ويفيد كل الدول الإفريقية التي يمر منها، ويدخلها عالم التقدم والنمو والازدهار وفق منطق «رابح/ رابح»، ووفق قناعة «إفريقيا أولا، إفريقيا دائما»، التي اختارها جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، طريق اشتغال وطريقة عمل، وهدفا أساسيا لكل تحركات المغرب؟
هل نبقى هنا ونتأمل ورش الطاقات المتجددة والبديلة، وورش تشجيع الاستثمار الداخلي والخارجي، وورش التصنيع والاعتماد على النفس لأجل تحقيق الاكتفاء الذاتي في عديد المجالات عوض الاستيراد، وورش فتح المجال للاستثمار الأجنبي الشجاع والصادق للاستفادة من مناخ الأمن والثقة والاستقرار لأجل بناء مشاريع الغد هنا وإرسالها إلى كل مكان في العالم؟
لعلنا نستطيع أيضا التوقف بافتخار عند ورش الانتهاء من ملف وحدتنا الترابية، والاستعداد لدفن الأطروحة الانفصالية بتهييء المجال الصحراوي العزيز علينا جميعا، أكثر فأكثر لاستقبال كل الفرص الاستثمارية العالمية الكبرى التي تأكد قدومها إلى صحرائنا، والتي تعرف معنى الرهان على المغرب وأبناء المغرب من أجل مساعدة تلك المنطقة، وبقية المناطق المغربية الأخرى على الاستفادة من الخيرات الطبيعية، ومن أجل جعلها في خدمة الإنسان ومشروع التنمية الكبير للوطن والقارة الذي يقوده المغرب.
لن نستطيع أيضا المرور قرب الورش الديبلوماسي الحكيم الذي صنع كل هذا النجاح المغربي، المتواتر، المتتالي، المتتابع، الممثل في انخراط الدول الواحدة بعد الأخرى في مسلسل الاعتراف بمغربية صحرائنا، إيذانا بقرب إقفال هذا الملف، واعترافا بعبقرية مغربية في تدبيره، وتوجيها لصفعات تلي صفعات لأعداء الوطن الذين أفنوا ثروات شعبهم المظلوم في جيوب شرذمة من المرتزقة، لم يستطيعوا التخلص من وصف الارتزاق هذا رغم مرور كل هذه السنوات.
ورشنا الأمني المتميز، داخليا وخارجيا، هو أيضا واحد من أوراش المغرب الكبرى التي يفتخر بها المواطن العادي قبل أن تفتخر بها الدولة وأطرها، لأن الإجماع واقع، والاتفاق حاصل على أن أسود المغرب الأمنية شرفت البلاد والعباد داخل وخارج أرض الوطن، وأكدت أن الجهاز الحامي لأمن الناس، هنا وهناك، جهاز يتميز وينجح لأنه يعتمد قبل الموهبة والدراسة والتفوق العلمي والمهني، على حب الوطن أولا، وعلى الإيمان بضرورة العمل على خدمته دون توقف كل أيام العام، وكل العام، وإلى أن تنتهي كل الأعوام.
هذه بعض من أوراشنا الكبرى، وبقية أخرى منها داخل العدد الخاص، وبقية ثالثة عجز العدد كله عن احتوائها، وطبعا مزيد من الاشتغال من أجل المغرب ينتظر المغاربة كلهم في القادم من الأيام، لأن ملكنا علمنا أن جلالته في عز اهتمامه بصحته لا يرتاح، ولا يتوقف، ويواصل الاشتغال، مقدما لنا الدرس الكبير أن المغرب العظيم يستحق منا بذل الغالي والنفيس لأجله، وموصلا لنا جميعا الرسالة الملكية السامية التي تقول إن هذا الوطن ينتظر من الصادقات والصادقين من أبنائه العمل والاشتغال فقط، وترك الكلام المرسل على عواهنه لمن لا يتقنون إلا الكلام، ومن لا شيء لديهم يقدمونه للوطن غير اللغو العابر، الذي تعلم المغاربة على امتداد قرون وجودهم العريق ألا يصدقوه أبدا.
عام سعيد للمغرب والمغاربة، وسنة سعيدة للملك وللشعب وللوطن، وكل الأعوام والسنوات وهذا البلد العظيم نبراس لنا، لا يهمنا فقط إلا أن نخدمه من قلب القلب.