المغرب الإفريقي العظيم!

بقلم: المختار الغزيوي الجمعة 20 ديسمبر 2024
437558316_871453971693454_329807091093722925_n
437558316_871453971693454_329807091093722925_n

للراغب في التأكد، مجددا، من مكانة المغرب في القارة الإفريقية، أمنا إفريقيا، هذا الدليل الجديد يصلح لكل شيء.

فخامة الرئيس إبراهيم طراوري، رئيس بوركينا فاصو، يستجيب لمبادرة جلالة الملك ووساطة جلالته، ويقرر الإفراج عن أربعة رهائن فرنسيين معتقلين في واغادوغو منذ دجنبر الماضي، أي منذ عام.

هنا والآن، يشهر المغرب انتماءه الإفريقي، لا لأجل التفاخر، بل من أجل القارة.

وهنا والآن، نتذكر مقولة جلالة الملك يوم عادت المملكة المغربية إلى بيتها في الاتحاد الإفريقي، ونفهم مجددا، بل نستوعب أن هذا البلد لا يطلق الكلام على عواهنه.

عندما نقول بيتنا الإفريقي، نقصد الانتماء كله.

وعندما نفاخر العالم بأسره، بأننا أفارقة أولا، من المحتد القاري العريق، الذي أنجب الدنيا كلها، حتى صارت قارتنا تسمى «الماما أفريكا»، فإنا نفعل ذلك عن سبق حب وإصرار وترصد.

لنقلها بعبارة أخرى: هذا البلد، وهذا الملك، هما الوحيدان اللذان يستطيعان في القارة كلها، القيام بأمر مثل هذا، والقيام بأمور أخرى أعظم.

لماذا؟

لأن إفريقيا تحب محمد السادس.

ولأن إفريقيا تحترم محمد السادس.

ولأن إفريقيا تعرف جيدا أن محمد السادس يحبها ويحترمها، ويبني كل علامات تميز جلالته على أنه الملك الإفريقي، ابن القارة، المدافع عنها، المؤمن بأنها تستحق الأفضل فقط، المقتنع أنها تستطيع المستحيل، إذا ما أخلص لها أبناؤها كلهم، وكانوا في خدمتها، وفي خدمتها فقط.

الكلام شاعري أكثر من اللازم؟

ربما، بل أكيد، ونحن حين إفريقيا لا نستطيع الكتابة إلا بالمشاعر، ولا نستطيع إلا الحب، ولا نقدر على شيء آخر غير الاعتراف بهوانا تجاه الأم التي أنجبتنا: قارة السمر الأوفياء، هاته، المسماة أمنا إفريقيا.

ثم إننا حين الملك الصادق محمد السادس لا نستطيع إلا الفخر.

نصارح الآخرين، كل الآخرين، أننا محظوظون أننا جايلنا جلالته، وأننا عشنا عصره، وأننا المغاربة الذين يقولون للكل أينما حلوا وارتحلوا: أنا من بلاد محمد السادس، أنا من المغرب.

مجددا تقول القارة شكرا للمغرب.

ومجددا يقول المغرب لمن يحسن الاستماع والإصغاء والإنصات، ولمن يتقن الفهم فعلا: هذا المغرب الإفريقي هو الثابت الأساس فينا، والبقية كلها متغيرات.

ولدنا على هاته الأرض، ومن سمرة عنادها نمنح القدرة على المقاومة والبقاء، وفي أعلى شمالها، في المغرب العظيم نحس أننا دون جذورنا فيها لا نساوي أي شيء.

عاش المغرب.

عاش الملك.

عاشت إفريقيا، إلى الختام دليل وفاء لا يتحقق إلا للصادقين الأوفياء.