كان العالم أجمع منشغلا بالبحث عن حسن نصر الله ليلة الجمعة الماضية، حين اهتدى رئيس جمعية حقوقية هنا في المغرب إلى "سكوب" ضخم، وسبق صحافي عالمي لم تصله أي من كبريات وسائل الإعلام في الدنيا، وكتب مبشرا الجميع، ومنذرا الجميع الثاني: "سماحة السيد في مكان آمن، وسيلقي خطابا بعد 48 ساعة من الآن". مرت السويعات ثقيلة متثاقلة، وأصدر بعدها حزب النهج الديمقراطي في المغرب، بيانا يعزي فيه في (الشهيد)، فدارت بالناس الدوائر، ولم يعرفوا من يصدقون؟ آلقيادي في الجمعية الحقوقية الذي وصل بجده واجتهاده إلى ذلك "السكوب" الغريب؟ أم الحزب الماركسي اللينيني الذي قال إن حسن نصر الله كان يقود الجماهير العمالية نحو قراءة كتاب "رأس المال" من جديد؟ لعن الناس الشيطان الرجيم كثيرا، والتفتوا جهة العقل يبحثون عنه فيما يرتكب من سياسة اليوم عبر الأنترنيت، فلم يجدوا إلا المزيد: قال من كان رئيسا للحكومة منذ عشر سنوات ونيف، إن حكومته بدون تواضع هي أفضل ماوقع للمغرب في تاريخه الحديث. "شكار راسو"، غير مخطئ في هذا التبجح وكل هذا التعالي، ففي المغرب سنة غير حميدة تجعل الناس تمتنع عن مدحك حتى وإن صنعت لهم العجب العجاب. "سلو بلدنا كده": المغاربة لايقولون لك "أحسنت" إلا إذا توفاك الله. وهم في أحسن الأحوال، حين يحسون بأنك قمت بشيء جيد ويستحق المدح، يسكتون. لذلك عندما ترى الشعب ساكتا عنك فاعلم - حفظك الله - أنك تفوقت في ميدانك وأبدعت، أما حينما تخطئ، فالمشانق جاهزة في الساحات العامة، فلاتخف. لذلك يحق لصديقنا المتقاعد النشيط أن يقول لنا بدون تواضع إنه كان أفضل ما حدث لنا في هذه العشرية، ويحق لنا أن ننصت له، وأن نعتبره من ضمن الزمرة الكثيرة المتحدثة حاليا، والسلام. في البلد أيضا نقاش حول "الوليدات" في كلية الطب نتمنى ألا نتركه عالقا بين أيدي من لايريدون له حلا. هذا الملف شائك، وغيرما جهة تريد الركوب عليه، بل والبعض يريد الهروب منه بعد التسبب فيه وترك أبنائنا الطلبة في مواجهة أبنائنا من حماة الأمن، وهذا وضع غير عادي إطلاقا، ولايمكن ولو من باب المزاح إدراجه ضمن خانة من نزورهم اليوم في عيادة الأدواء النفسية، ومن نبحث لهم عن علاج طبي حديث. هذا الأمر جدي، ويلزمه طرح حاسم ينقذ مستقبل الأبناء، ويقنعهم بعد الإنقاذ بجدية المسار الطبي الذي يريد بلدنا دخوله خدمة لمواطنيه، من أجل الانتهاء من هذا الانتقاد الدائم لحال مستشفياتنا ووضعيتنا الصحية العامة. نسأل الله لهذا الملف الحل، ونسأل للآخرين من المتحدثة "اللي شوية لاباس" الشفاء العاجل والعودة إلى جادة الصواب، وندندن في الانتظار مع « يوسف45 »، صاحب "كبي أتاي"، مقطعه الشهير "ستاكتاك… سبيطار الحماق… شي كارو عافاك"، فيما يدعو شيوعيو المغرب القدامى دعاء العمائم وولاية الفقيه العجيب "اللهم عجل لوليك بالفرج"، واللهم لاحول ولاقوة إلا بك، والسلام...