يرتقب قطاع النسيج المغربي قفزة نوعية غير مسبوقة، بفضل شراكة استراتيجية يتم تعبيد الطريق لتنزيلها حاليا بين المغرب والصين.البداية ستكون مع استثمار ضخم ل "سنرايز"، المجموعة الصينية الرائدة عالميا في هذا القطاع، و يشمل عدة مناطق بالمملكة، مما سيساهم في إحداث 100 ألف منصب شغل. هذا المشروع كان محط مباحثات بين رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، رئيس هذه المجموعة، ليي شو، مؤخرا، على هامش مشاركة أخنوش في القمة الصينية- الإفريقية. لكن هذه الدينامية المنتظرة، لن تقف عند هذا الحد،إذ أن فاعلين صينين كبار يعتزمون بدروهم الاستثمار بالمغرب.في هذا الإطار، عقد وزير الاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، محسن الجزولي، يوم الخميس 26 شتنبر 2024، اجتماعا وصف ب"الاستراتيجي" مع وفد مهم،يمثل المجلس الوطني الصيني للنسيج والألبسة برئاسة شو ينغشين، نائب رئيس المجلس. هذا الوفد الذي يضم أكثر من 20 من أرباب الشركات، اطلع على الفرص المتميزة التي يتيحها المغرب،الذي أصبح تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، القطب الصناعي الأكثر تنافسية على صعيد المنطقة.الشراكة مع المغرب، تفتح المجال أمام الصينيين، إمكانات هائلة لاستبدال الواردات، لاسيما أن 85 في المائة من مدخلات الإنتاج يتم استيرادها حاليا من الخارج، ومن شأن إنتاج هذه الأخيرة بالمملكة أن يعزز بشكل ملحوظ سلسلة التوريد المحلية مع الاستفادة من القدرة التنافسية للمغرب.فضلا عن ذلك، يمكن الاستثمار في المغرب الشركات الصينية المصدرة أيضا من الاستفادة من اتفاقيات التبادل الحر،مما سيتيح للصينين الولوج إلى أسواق استراتيجية مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، مع تقليص تكاليف النقل والبصمة الكربونية.كما أن المغرب أيضا، باعتباره عضوا في منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، يشكل المغرب كذلك بوابة استراتيجية بالنسبة للمستثمرين الراغبين في الولوج إلى الأسواق الإفريقية المتنامية.حاليا وفي انتظار تنزيل الشراكة الاستراتيجية المرتقبة، استقرت مجموعة من الشركات الصينية العاملة في قطاع النسيج، خلال سنة 2024، في مختلف جهات المملكة، حيث استثمرت أكثر من 300 مليون درهم وستخلق 2000 منصب شغل بحلول نهاية عام 2025.