مع انطلاقة هذا الشهر، التحقت فئة عريضة من الشباب بمراكز التدريب من أجل أداء الخدمة العسكرية، وهي العملية أو المبادرة التي استحسنتها العديد من الأسر، ورأت فيها توجها صائبا لصنع شباب يتحلى بروح المسؤولية والإلتزام والإنضباط، وترسيخ القيم الوطنية وروح الإنتماء إلى الوطن والدفاع عنه، أمام غياب الدور التوجيهي للعديد من المؤسسات، وأيضا أمام ما أصبح يعج به الشارع العام من مظاهر الإنحراف والتسيب، ليبقى التجنيد الوجهة المفضلة للعديد من الأسر لعله السبيل الوحيد للوصول إلى بر الأمان.
وأمام هذه التحديات الكبرى، التي تواجه المراكز المستقبلة لمختلف أنماط وسلوكات المجندين، من إصلاح ومواكبة وتعديل لسلوكيات الشباب، تبقى المهام جسيمة خاصة مع بداية فترة التدريب، إلا أن الأمل الوحيد الذي تستمد منه أسر المجندين راحتها وطمأنينتها، هو أن أبناءهم في أيادي أمينة.
لعل ما جاء في خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أمام أعضاء مجلسي البرلمان، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية العاشرة، بخصوص مشروع قانون الخدمة العسكرية، بأنها تقوي روح الانتماء للوطن، كما تمكن من الحصول على تكوين وتدريب يفتح فرص الاندماج المهني والاجتماعي أمام المجندين الذين يبرزون مؤهلاتهم، بروح من المسؤولية والالتزام، وهي نظرة مولوية مستقبلية لمغرب الغد، وتحصينا لأمنه القومي ، تشارك فيه جميع الأطياف، وكذا الفئة المستهدفة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
ومن خلال استقصاء آراء أسر بعض المجندين، رأت فيه ضامنا لمستقبل أبنائهم ومنقذهم من براثن الإنحراف والمخدرات، حيث صرح ولي أمر مجند ( أ م ) الملتحق بالقاعدة العسكرية لبن كرير، أنه يتوجه بالشكر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي بفضله تم إنقاد العديد من الشباب، مثنيا بالشكر على حسن المعاملة والمواكبة التي يعامل بها المجندون، تنفيذا للتعليمات السامية للقائد العسكري الأول، معتبرا أنها مناسبة للتكوين والتأهيل المهني والتقني وفرصة للاندماج المهني والإجتماعي، وكذا زرع الثقافة العسكرية المبنية على التحلي بالإنضباط والشجاعة، وفرصة أيضا للمجندين لإبراز مؤهلاتهم.
في حين يتطلع العديد من المتتبعين والغيورين على الوطن، أن تكون الخدمة العسكرية شرطا من شروط التوظيف، لتحصين المجتمع من كل الآفات وخلق جيل مشبع بالمواطنة الحقة غيور وطنه، في ظل التحديات والتحولات الكبرى التي يواجهها المغرب.