الدخول أنواع، أقساهم الآن على الجيب المغربي، دخول المدرسة. أدوات ومقررات وكتب ودفاتر وملابس اقتحام الفصل الدراسي، تتطلب مصاريف كثيرة، يتحملها ذوو الدخل المحدود والآخر الذي لايعرف حدودا، بل ويتحملها حتى من لادخل لهم، وكل ذلك في سبيل تنشئة وتكوين صغار نتمنى جميعا أن يكون مستقبلهم أفضل من ماضي وحاضر الكبار. يتحمل المغربي، بعد عطلة الصيف، التي أصبحت قسرية، وبعد مصاريف العيد الكبير القسري بطبيعة الحال، والذي غيرت العادات المجتمعية طبيعته من سنة مؤكدة إلى فرض عين لايسقط عن أحد، وبعد مصاريف رمضان، وماقبل رمضان، مصاريف هذا الدخول المدرسي، دون أن يئن، أو تند عنه آهة شكوى واحدة. يقف منذ ساعات اليوم الأولى في أبواب المكتبات، يتحمل راضيا مرضيا اختيارات التعليمين معا الخصوصي والعمومي، ويرفع العين بتسليم تام وكامل إلى السماء راجيا أمرا واحدا فقط: ألا يذهب كل هذا المجهود المادي والمعنوي سدى، أي أن يفلح الأبناء، أما البقية كلها فلا تهم… ثم هناك الدخول السياسي، ولعله انحصر هذا العام في الحديث عن وزير العدل وهبي هنا، والحديث عن وزير العدل وهبي هناك. المسطرة الجنائية تشغل بال العباد، وآخرون يريدون رأس إبن تارودانت "باللي كاين"، وفي سبيل ذلك كل الوسائل المشروعة حتى تلك التي تنقصها النزاهة. المهم هو أن يسقط وهبي، وبعدها كل الأمور ستكون طيبة في البلد. هكذا يقول لسان حال من يمضون الليل والنهار متحدثين عن وزير العدل، تاركين كل مشاغل المغرب والمغاربة، ومشخصنين النقاش - كعادتنا في كل السجالات- حد تحويله إلى حديث دائم ومستمر عن الرجل وعما يفعله الرجل. هل سيستقيم الأمر بعده إذا رحل في كل المجالات؟ دعونا نتبع المتحدثة في كلامهم وسنرى بعدها ما الذي سيقع بالتحديد. دخول آخر لايقل أهمية هو الدخول الرياضي، وبالتحديد الكروي، في بلد سينظم بعد ست سنوات من الآن أو أقل كأس العالم. كأس للتميز ظهرت هذه السنة لازالت تبحث عن أوراق اعتمادها لدى الجمهور، وملاعب تسارع الوقت والزمن للانتهاء، ومنح مدنها فرصة استقبال فرقها دون إشكال، ثم فرق وضعت رؤساءها في السجن، أو رهن التوقيف، وتبحث الآن عن طرق انطلاق أخرى دونهم، وفرق أخرى للميزانية لديها، ولاتقارير قانونية مالية أو أدبية تستطيع تقديمها ساعة الحساب، هي الأخرى تريد المنافسة محليا وقاريا علام؟ الله أعلم، وفرق من نوع آخر تحتشد قرب الفرق الكروية لأكل مافضل عنها، تنشط في الأنترنيت أو في بعض الصحف الورقية والرقمية، وتدعي أنها تمارس الصحافة الرياضية، وهذا الادعاء لازال يبحث عن مبررات وجيهة لكي يصدقه الناس. وحدها منتخباتنا الوطنية تشفي الغليل وتنافس على أعلى المستويات، وهذا أمر طيب لكنه لايجب أن ينسينا مايحدث عن أرض واقع بطولة تواصل البحث عن نفسها كل موسم بصعوبة شديدة. وطبعا هناك الدخول الإعلامي، أي دخولنا نحن، ليس إلى وفي أقرب جدار، ولكن إلى المهنة التي صدق من لقبها بمهنة المتاعب، والتي أزالت الصفة الأولى عن نفسها أي "المهنة"، واحتفظت بالثانية فقط، أي "المتاعب". هذا الدخول يلزمه حديث لوحده، لذلك نتركه إلى أجل لاحق، فالحديث عنه هو فعلا حديث ذو شجون وسجون وكثير من الأشياء. نواصل فيما بعد عملية التأقلم هاته مع كل أنواع الدخول…