المغرب والإمارات .. 52 سنة من الروابط الأخوية بين البلدين

الرباط - فطومة نعيمي الأربعاء 10 يوليو 2024

 

 

تسير العلاقات المغربية – الإماراتية سيرا تصاعديا في أفق تحقيق شراكة متطورة . ولعلها الشراكة المبتكرة، التي كان دعا إليها الملك محمد السادس خلال زيارته الأخيرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في دجنبر 2023، وتستدعيها بقوة التظاهرات الدولية الكبرى التي يقبل المغرب على تنظيمها وفي مقدمتها كأس العالم لكرة القدم في 2030.

والبلدان يحتفلان بالذكرى ال52 للعلاقات الدبلوماسية بين المغرب والإمارات العربية المتحدة، عبر تنظيم ندوة مشتركة موضوعها " العلاقات المغربية – الإماراتية : واقع مزدهر وآفاق واعدة" احتضنتها أكاديمية المملكة أمس الأربعاء 10يوليوز 2024، (والبلدان يحتفلان) استحضرا عمق هذه العلاقة وتماسكها، منذ 1972 حين إعلان كل من الراحلين الحسن الثاني وزايد آل نهيان عن إقامة علاقات "نموذجية" بين البلدين تتجاوز حدود الدبلوماسية لتتعداها إلى كافة المناحي والمجالات المتاحة بما يقوي روابط الأخوة بين الشعبين ويثمن العلاقات المبنية على قيم ومبادئ مشتركة تتجسد في التعايش والتسامح ونبذ العنف والانفتاح مع التشبث بالأصالة.

وهذا تحديدا، ما أكدته المداخلات الافتتاحية، التي ألقاها في بداية الندوة كل من أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، عبد الجليل الحجمري، ورئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس منتدى أبي ظبي للسلم، الشيخ عبد الله بن بيه، ثم سفير الإمارات العربية المتحدة، العصري سعيد الظاهري.

وأبرزت المداخلات الثلاث خلال الجلسة الافتتاحية، التي ترآسها عضو الأكاديمية، ادريس الضحاك، "عمق وتجذر العلاقات بين البلدين" ومثالية هذه العلاقات، المبنية خصوصا كما أكد الشيخ عبد الله بن بيه على " الحكمة والتبصر"، لدى قائدي البلدين، الملك محمد السادس ومحمد بن زايد آل نهيان، للذهاب بالعلاقات نحو "التكامل" المرتكز على "وضوح الموقف والإرادة المشتركة لتوحيد الجهود في اتجاه تحقيق السلم والتعايش والرفاه لأبناء الشعبين".

كذلك، أكد السفير الإماراتي المعتمد بالمغرب، العصري سعيد الظاهري، على أن البلدين " يشتغلان بفعالية على شراكة متميزة ومثمرة في جميع المناحي والمجالات" . وأضاف الدبلوماسي موضحا في تصريحات صحفية :" في الأيام القادمة ستتجسد الإرادة المشتركة عند قائدي البلدين لتعزيز وتقوية هذه الشراكة وسنرى زيارات متبادلة وكذلك الإعلان عن استثمارات كبرى من الجانب الإماراتي في مجالات متعددة هنا بالمغرب مما يعكس إرادة الإمارات في دعم التطور الحاصل بالمغرب وكذلك الإسهام في تحقيق المزيد من التطور في كافة المجالات الاقتصادية والسياحية وكذا البنى التحتية من طرقات ووسائل نقل متقدمة ".

وفي نفس السياق، أكد أمين السر الدائم لأكاديمية المغرب، عبد الجليل الحجمري، على أن دولة الإمارات المتحدة العربية، تسعى لأن تظل محافظة على مكانتها في المغرب، سواء إن على مستوى جودة العلاقات بين البلدين وديناميتها أو تنمية هذه العلاقات اقتصاديا، بما يجعل من الأمارات تتصدر قائمة الدول العربية المستثمرة بالمغرب.

وشددت المداخلات كلها على أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين، على المستوى الدبلوماسي والسياسي، بما تستدعيه وتفرضه مواجهة التحديات الجيوسياسية الدولية والإقليمية، وضرورة تشكيل جبهة صمود أمام المتغيرات السياسية والمخاطر المحذقة.

وذلك، وفق ما تم التأكيد عليه من كون "العلاقات الدبلوماسية بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعد رمزا مضيئا في كل العلاقات الدبلوماسية القائمة على مبادئ وقيم مشتركة، أساسها الاحترام والتعاون والتواصل الدائم بين شعبين شقيقين من أمة واحدة، تربط بينهما أواصر الدين والتاريخ واللغة ووحدة المصير تعززها قيم التفاهم والتعاون الطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية بفضل ما تتميز به سياستهما من توجهات حكيمة ومواقف واضحة في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية في حرصها على دعم السلام ومكافحة التطرف والإرهاب وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات" .

وذكرت المداخلات، أنه وفاء للعلاقات، التي رسخ لها الراحلين الحسن الثاني وزايد آل نهيان، " تستمر أواصر التعاون بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية في كافة المجالات السياسية والثقافية والاقتصادية مما يزيد من متانة وقوة الروابط بين البلدين .وتشهد على ذلك حكمة الاتفاقيات الثنائية والإقليمية والدولية المبرمة بينهما، ولا أدل على ذلك من افتتاح دولة الإمارات العربية المتحدة في 4 نونبر 2020 لقنصلية عامة في مدينة العيون بالأقاليم الجنوبية للمملكة باعتبارها أول بلد عربي غير افريقي يقدم على هذه المبادرة ، فضلا عن التضامن الدائم بين البلدين وتجلى مؤخرا عقب زلزال الحوز الذي هز في 8 شتنبر الماضي عددا من مناطق المملكة ، حيث بعثت دولة الإمارات العربية المتحدة فريقا للبحث والإنقاذ للمشاركة في عمليات إغاثة ضحايا الزلزال، وهي مبادرة إنسانية نبيلة تبرز عمق أواصر الأخوة الراسخة التي تجمع قائدي البلدين والشعبين".