أصدر المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية خلال شهر يونيو 2024 دليل "آليات المشاركة المواطنة للشباب" ، بشراكة ودعم من مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية - مكتب المغرب، وتضمن الدليل الواقع في 38 صفحة، أربعة محاور أساسية، تطرق الأول للإطار المفاهيمي للديمقراطية التشاركية، من حيث ظهورها مبررات وجودها وآلياتها وأهدافها، بينما تناول المحور الثاني الإطار الدستوري والقانوني للديمقراطية التشاركية.
وتطرق المحور الثالث للمرجعية الدستورية والقانونية للتشاور العمومي ومشاركة المواطنين والجمعيات، سلط فيه الضوء على أهم التعريفات والمفاهيم والأهداف من التشاور العمومي ومبادئه، إضافة إلى خصائصه وهيئاته ووسائله وآلياته، بينما تطرق المحور الرابع إلى الآليات التشاركية للحوار والتشاور وفق القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية.
ويأتي إصدار هذا الدليل في سياق المرحلة الثانية من مشروع "تقوية قدرات الشباب في مجال الديمقراطية التشاركية بجهة الدار البيضاء - سطات" الذي ينفذه المركز بشراكة مع مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية -مكتب المغرب سنة (2024)، بهدف المساهمة في تكوين وتأطير الشباب والشابات والديناميات الشبابية وتمكينهم من آليات الديمقراطية التشاركية والمشاركة المواطنة، باعتبارهم القوة الاجتماعية والديمغرافية الأكثر قدرة على المساهمة في البناء الديمقراطي والمؤسساتي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
وتطرق يوسف الكلاخي، رئيس المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية، في تقديم الدليل الذي توصل به موقع "أحداث أنفو" إلى التحولات العميقة التي شملت البنى الاجتماعية والثقافية والاقتصادية خلال الثلاث عقود الأخيرة على مستوى العالم، وذلك في سياق الفورة التكنولوجية والإعلامية التي أفرزت مفاهيم جديدة وشكلت منظومات حقوقية مغايرة للمنظومات القديمة، تتصدرها مفاهيم الحرية والفردانية والمساواة والبيئة والحقوق الثقافية والذكاء الاصطناعي ... إلى جانب بروز مفاهيم سياسية واجتماعية جديدة تضع المواطن في صلب اهتمامات السياسات العمومية، كما تفتح أمامه المجال للمشاركة في قضايا الشأن العام والمساهمة في صناعة القرار العمومي وبناء السياسات العمومية.
وقد عرف المجتمع المغربي بدوره خلال العقد الأخير، حسب الكلاخي، بروز ديناميات وتنظيمات شبابية مدنية وحقوقية ساهمت إلى حد ما في خلق نقاش حول قضايا الشأن العام، سواء تعلق الأمر بقضايا الدولة الاجتماعية والبيئة والعدالة والهجرة والشباب والذكاء الاصطناعي، كمحاور للترافع وفتح النقاش حولها للمساهمة في البناء الديمقراطي وتفعيل آليات المشاركة السياسية التي جاء بها الدستور المغربي ...
وقد كان المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية، باعتباره منظمة غير حكومية، قادرا على الجمع بين ثنائية البحث الأكاديمي والعمل الميداني المدني، ما أفرز عددا من الإصدارات، كدليل "لقاءات المشاركة السياسية للشباب في أفق الانتخابات الجماعية 2015"، ودليل "الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمهاجرين"، و"المذكرة الترافعية حول: السياسات العمومية الموجهة للشباب في مجال التربية والتكوين بجهة الدار البيضاء - سطات"، ودليل "السياسات الثقافية في المغرب"، وتقرير "موقع الشباب في السياسات الثقافية بالمغرب: رصد وتقييم".
وقد حرص المركز في دليله السادس الأخير الذي حمل عنوان "آليات المشاركة المواطنة للشباب" وضع مدخل أساسي للتعرف والتمكن من مفاهيم وآليات الديمقراطية التشاركية والمشاركة المواطنة من خلال تقديمه لعدة مفاهيمية ومنهجية ومرجعية قانونية ومؤسساتية بهدف تقوية قدرات الشباب والشابات والديناميات الشبابية في مجال المشاركة المواطنة، ما يعكس ترسيخ مكانة المجتمع المدني والديناميات المجتمعية كقوة اقتراحية لها أدوار في تتبع وتقييم والمساهمة في بناء السياسات العمومية على المستوى الوطني والجهوي، والترافع حول القضايا والإشكاليات المجتمعية التي تهمهم، وتأكيد دائم على محورية دور الشباب في المساهمة من خلال آليات متعددة للمشاركة السياسية والمجتمعية في مسار البناء الديمقراطي وتقوية أدوار المؤسسات الدستورية والانخراط في ورش تخليق الحياة السياسية، وإرساء مبادئ الحكامة.
وللتذكير فإن المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية هو منظمة غير حكومية مستقلة وغير ربحية تأسس سنة 2014، ويسعى إلى نشر قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة داخل المجتمع المغربي، ويهدف إلى دعم المشاركة المجتمعية للشباب، وتأهيلهم معرفيا للمساهمة في التحول الديمقراطي بالمغرب.