لكسب بعض الدريهمات ..شباب يشوون روؤس الأضاحي

أوسي موح الحسن الثلاثاء 18 يونيو 2024
No Image


تصوير : محمد وراق

تصاعد الدخان في زواية زقاق اقامة الزهراء غير بعيد عن محطة القطار ببوسكوة ضواحي الدار البيضاء. وحول الموقد تجمع بعض الشبان يقومون بشواء رؤوس أضاحي العيد.

منذ الصبيحة ومباشرة بعد صلاة العيد, بدأ علي ورفاقه في تجميع الأخشاب, ثم اشعال النيران. كلهم جد ونشاط وهدفهم جمع بعض الدريهمات من زبناء ينتظرونهم سنويا في مناسبة عيد الأضحى على غرار شباب مثلهم في جل أحياء المدن.

بعد أقل من ساعة من انطلاق عملية الدبح, بدات تتقاطر عليهم الرؤوس الواحد تلو الأخير. تكلف علي بوضع الرؤوس فوق النار وتقليبها , بينما يساعده  سمير في تشديب الصوف المحترق. فيما كان صديق آخر عليهم يتكلف بالأرجل.

العملية دقيقة, فهم يتوخون الحذر حتى لا يحترق الرأس كلية,ويعمدون الى تقليبها كلما احترق الصوف بصفة نهائية, وينتزعونه من النار بعدها لتنطلق عملية ازالة الصوف المحترق.

ابراهيم من زبناء علي ورفاقه, يقول أنه يفضل أن يأتي برأس اضحيته الى هؤلاء الشبان لمساعدتهم, وأيضا تخفيف عبء شواء رأس الأضحية عليه, فهو يعتبره أساسي في طبق الكسكس الذي تعده بعض الأسر في نفس يوم العيد او بعدها.

لا يتعدى ثمن شواء الرأس الواحد العشرين درهما او ما يجود بع الزبون على علي ورفاقه, وهو ما يعلق عليه علي بقوله " تكفينا بعض الدريهمات فكلنا تلاميذ ونحتاج مدخول يوم العيد لمصاريفنا اليوم.

توالت عملية الشواء الواحدة تلو الأخرى , واستمرت الى حدود الزوال. تجمع الرفاق حول علي الذي جمع حصة مهمة من الدريهمات قاربت الألف درهم, ووزعت فيما بينهم كل حسب عمله وهم منتشون بمدخولهم.وقبل أن ينصرفوا لحال سبيلهم للاستحمام وازالة ما علق بهم من أوساخ, قاموا بتشطيب المكان وجمع مخلفات عملية الشواء من بقايا الاخشاب والرماد, في انتظار العيد القادم.