البيضا مون أمور!

محمد أبويهدة الخميس 23 مايو 2024
TAS
TAS



تتدحرج عيوننا خلف المستديرة، كلما انطلقت صافرة الحكم.

نقطع الملعب جيئة وذهابا مع اللاعبين، أحيانا تتحرك أقدامنا من تلقاء نفسها وكأنها ترغب في قذف الكرة محل اللاعبين.

نفرح للأهداف ونأسف لضياعها.

نغضب أكثر عندما يبتعد فريق قريب إلى قلوبنا عن مسار التتويج. ونتألم عندما توكل الأمور إلى غير أصحابها.

لكن في جميع الأحوال والحالات لا يمكن الانسلاخ عن الروح الرياضية التي تؤمن بمقولة "يوم لك.. ويوم عليك".

وفي الحي المحمدي فريق عريق، لا يمل جمهوره من التغني بالأمجاد ويردد أسماء خالدة للاعبي الزمن الذهبي، بين الفريق وجمهور الحي حب كبير ومختلف عما ينبض في القلوب.

حتى أسماؤهم باتت عملة نادرة: نومير، بوأسة، المسكيني، الغزواني، الزاز، الأخوة الزيتوني المشهورين في الحي، مضناك، مولاي عبد الله، الحارسان صالح وخليفة، مصطفى سبيل وغيرهم كثير ممن أنجبتهم الطاس الولود، دون نسيان جوهرة العقد المرحوم العربي الزاولي الذي كان وحده مدرسة مكتملة الأركان.

هو تارة فريق المقاومة، وتارة أخرى فريق الكادحين، وثالثة فريق كل كريان سنطرال، وفي النهاية فريق كل أبناء الحي المحمدي.

اليوم ماذا يحكي جمهور هذا الفريق بعد أن غابت عنه الأمجاد وتدحرج إلى دوري الهواة ومازال مهددا بسقوط جديد؟

فقط العديد من المشاكل التدبيرية التي أوصدت بوابة الذاكرة، وفتحت الكثير من الجراح المنتجة للألم.

يحكي عدد من محبي الفريق بألم عن "مهازل" التدبير اليومي والأخطاء التي يدفع ثمنها الفريق والمسيرين الذين "قطر بهم السقف"، وعن اختلالات كثيرة تسببت فيما يقع اليوم لفريقهم المحبوب، ومازالت تتسبب في معاناة يومية تتضاعف نهاية الأسبوع مع كل خيبة جديدة تدفع به إلى الانحدار.

كل وصفات العلاج ومحاولات الإنقاذ باءت بالفشل ولم يتبق سوى "الكي"، والبحث عن إدارة جديدة تضم عناصر على دراية بالتسيير والتسويق لقيمة الفريق حتى يتمكن من تدارك السقوط نحو هوة جديد، تضيع سنوات من الكد والجد.

يحمل رئيس الفريق الحالي اسم واحد من الأدباء الذين تعلمنا على يديه الأسلوب والسلاسة واللغة والبلاغة، وهو ما يفتقده الفريق بشدة سواء في الإدارة أو في الميدان.

اليوم يخاطب جمهور الطاس فريقه بلسان مصطفى لطفي المنفلوطي الأديب، طبعا، وليس المسير، قائلا:

"ليتني أستطيع أن أقاسِمك هذه الهموم والأحزان

التي تعالجها، أو أحتملَها عنك جميعها

حتى لا أراك إلا باسما متطلقا في جميع آنائك وساعاتك"...

تتيه مناجاته ولا يجد سوى الصمت والمزيد من التعنت والخيبات، ولسان حالهم يردد الشعار الأبدي "ديما طاس وخا يبقى غير العساس" !!!