وقد ذكر السيد الكاتب العام بموضوع هذا اللقاء، والذي يهم الألف يوم الأولى من الحياة، باعتبارها مرحلة جد حساسة ومهمة في تحقيق التنمية البشرية، فحسب الخبراء، فهي مرحلة مهمة لتحقيق تنمية سريعة ومصيرية، والتي تأثر باستمرار على الصحة والرفاهية المستقبلية للأجيال الصاعدة، ولهذه الاعتبارات كلها، فالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية تعمل جاهدة على مواجهة الصعاب التي من شأنها تعطيل تكوين رأسمال بشري وطني وذو جودة، وذلك عبر الاهتمام بصحة وتغدية الأم والطفل، فصحيح على أنه قد تم تحقيق نتائج جد مهمة بهذا الخصوص.
و اشار السيد الكاتب العام الى أنه لازال هناك عمل كبير يتوجب القيام به لتحسين مؤشرات الرأسمال البشري ببالدنا. وفي هذا الإطار وكما جاء في الرسالة الملكية للملك محمد السادس نصره الله، الموجهة للمشاركين في الدورة الأولى للمناظرة الوطنية للتنمية البشرية، مقتطف من هذه الرسالة الملكية:".... وإذا كانت بلادنا قد بذلت مجهودات جبارة في ميدان الاهتمام بالطفولة المبكرة، من خلال تقليص نسبة الوفيات لدى الحوامل والأطفال، وكذا نسبة تأخر النمو وتحسين التغذية، والاستفادة من التعليم الأولي والخدمات الصحية لهذه الفئة، فإن الواقع ال يزال يعرف عجزا ملموسا على هذا المستوى، بفعل ضعف التنسيق في إعداد السياسات العمومية، وغياب الالتقائية والانسجام في التدخلات، والذي تزيد الفوارق المجالية والاقتصادية والاجتماعية من حدته." انتهى المقتطف.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1667386526530-0'); });
إن نسبة وفيات الأمهات والأطفال مازالت مرتفعة ببالدنا بالأخص في العالم القروي بالرغم من المجهودات المبذولة على أكثر من صعيد، فحوالي 15000 طفل يتوفى قبل سن الخامسة منهم 60 % خلال 28 يوم الأولى بعد الوالدة ببالدنا. لذى بات من الضروري تكثيف الجهود لتحسين ولوج النساء والأطفال للخدمات الصحية، كذلك نسجل فوارق في مجال تغدية الأم والطفل، فسوء التغذية يسبب تأخر في النمو أو زيادة في الوزن، لهذا كله عمدت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على تركيز تدخلاتها من خلال البرنامج الرابع: الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، على الاهتمام بصحة وتغدية الأم والطفل بالأخص ل 1000 يوم الأولى من الحياة، وذلك عبر تحسين الحالة الغذائية 3 والولوج للعلاجات وتكثيف عمليات الكشف والمراقبة والتتبع قبل وبع د الوالدة للنساء الحوامل والأمهات وأطفالهن.
بعد ذلك قدم السيد رئيس قسم العمل الاجتماعي عرضا مرفقا بشريط فيديو يبرز بالملموس المنجزات المحققة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي همت المشاريع المنجزة عبر برامجها الرابعة خلال الفترة ما بين ،2023-2019 مع تركيزه على تدخلات برنامج الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، بحيث تم تجهيز مصلحة الأم والطفل بالمستشفى الإقليمي لبوجدور بمعدات طبية وشبه طبية، وتجهيز كل المراكز الصحية الحضرية بالمعدات الشبه طبية وادوات تواصلية، ويتعلق الأمر بكل من المركز الصحي الحضري المجاهد محمد بن عبد الله، والمركز الصحي الحضري التنمية، والمركز الصحي الحضري العودة، والمركز الصحي الحضري الخير، كما اشرفت اللجنة االقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية على اطالق حملات واسعة النطاق تهم صحة الأم والطفل وتعزيز الرضاعة الطبيعية بالمراكز الصحية والمراكز الاجتماعية والمؤسسات التعليمية. وقد اعطيت الكلمة للسيد المندوب الإقليمي للصحة والحماية الاجتماعية الذي قدم عرضا مفصال حول اهمية الاهتمام بالألف يوم الأولى من حياة الأفراد أبرز من خلاله المؤشرات الرئيسية حول تأخر النمو والزيادة في الوزن، وكذا شرح ماهية الألف يوم الأولى واهميتها، كما تم عرض للإجراءات التحسيسية المرتكزة على العلوم السلوكية التي تقوم بها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالتعاون مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. 4 وفي نهاية اللقاء تم تكريم احد الوجوه النسائية التي بصمت على عمل مميز في خدمة صحة الأم والطفل لمشوار مهني يزيد عن 33 سنة، وهي تشتغل كممرضة بفضاء صحة الأم والطفل بالمركز الصحي الحضري المجاهد محمد بن عبد الله.
و تم توزيع شواهد نهاية التكوين على عدد مهم من المستفيدات والمستفيدين من التكوينات المهنية المنجزة بالمراكز الاجتماعية في إطار شراكة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومؤسسة التعاون الوطني، والتي همت عدد من الحرف نذكر منه الخياطة والطرز، وصنع الحلويات والحالقة.... ومن خلال الاحتفال بالذكرى 19 للمبادرة الوطني ة للتنمية البشرية، ستعمل هذه الأخيرة وبشراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على القيام بحملات تواصلية تحسيسية واسعة النطاق مبنية على علم السلوكيات تحت شعار "الألف يوم الأولى، أساس مستقبل أطفالنا"، وذلك من 22 ماي الى 22 يونيو ،2024 والهدف هو التحسيس بأهمية الألف يوم الأولى من الحياة، وبالتالي تعبئة كافة الفاعلين المعنيين على المستوى الوطني والترابي لإنجاح هذه الحملات التحسيسية.
مجهودات اذن تبدل على أكثر من مستوى، لكافة شركاء منظومة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من جماعات ترابية، ومصالح خارجية وفعاليات المجتمع المدني ووسائل العالم، لبلوغ الأهداف المسطرة والمرجوة لهذا الورش الملكي الكبير، والتي تستلزم مزيدا من التعبئة لتحقيق الأهداف المشركة التي تروم بالأساس تحسين مؤشرات التنمية البشرية والرفع بالرأسمال البشري مستلهمين في ذلك من توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.