الزمالك/بركان: لقاء متحضرين

المختار لغزيوي الجمعة 10 مايو 2024
IMG_5425
IMG_5425

عندما مر فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من قناة تلفزيونية مصرية منذ أيام، بعيد تأهل بركان لملاقاة القلعة البيضاء، نادي الزمالك، في نهائي الكاف، كان الهدف واضحا للغاية من اللقاء. 

أهم رسائل ذلك اللقاء، إيصال المعلومة واضحة إلى الرأي العام المصري قبل نهائي الكاف، الأحد في بركان، أن المغرب لم يختر "معركة القميص" التي فرضها علينا الجزائريون وانتصرنا فيها، وأن المغرب الكروي، وعلى لسان المسؤول الأول في جامعته أو اتحاده، أو اتحاديته، يعرف جيدا إقامة الفوارق بين فصل "بايخ" فرضت علينا سياسة رعناء من طرف الجار الشرقي خوضه، وبين لقاءات في الكرة تجمعنا مع أشقاء نحبهم ونحترم تاريخهم الكروي والحضاري، مثل الزمالك، خصم نهضة بركان في النهائي القاري، أو الأهلي أو غيرهما. 

الرسالة المغربية وصلت بوضوح كبير، لذلك استقبلها المصريون كلهم وليس مشجعي الزمالك وحدهم باحترام أكبر، ولذلك مثلا وجه أسطورة الكرة المصرية. ورئيس نادي الأهلي محمود الخطيب "بيبو" الدعوة رسميا لرئيس الجامعة الملكية لزيارة القلعة الحمراء، دليل احترام متبادل بين كرتنا وبين كرة أرض الكنانة، ودليل حب أكبر بين الشعبين المغربي والمصري. 

لامفاجأة في الأمر، ونحن قلناها فور تأهل بركان عقب "موقعة القميص"، بالسداسية الشهيرة على الورق: القارة الإفريقية كلها، بمن فيها جنوب إفريقيا ولابد من هذا التحديد، تحترم المغرب وتحترم إنجازات المغرب الكروية، التي لايناقشها إلا جاحد أو حاقد. 

والقارة الإفريقية كلها ممتنة للمملكة المغربية، وللتصور الملكي السامي لكيفية جعل كرة القدم واجهة براقة، حضارية، رياضية عالمية للوطن وللقارة كلها. 

هل نحتاج مجددا لتذكير الدنيا كلها بما وقع في قطر بفضل المغرب؟ 

نعم، لابأس في ذلك، فماوقع عظبم فعلا وغير مسبوق حقا، والتنويه به مرارا وتكرارا يصلح لتذكير الحاقد القريب بأن المغرب بعيد عنه جدا في هذا المجال، وفي مجالات أخرى كثيرة أيضا، وأن اختلاق أزمات مضحكة وغبية، من قبيل " سنسرق أمتعتكم في المطار ولن تلعبوا بقميصكم الرسمي بل سنشتري لكم أقمصة من "البال" ترتدونها" هو أمر يسيء للبلد الذي اختلق تلك الأزمات، وللسياسيين الذين يديرون ذلك البلد الذي لايعيش إلا بفضل هذا الاختلاق وهاته الأزمات. 

على العكس من ذلك، لقاؤنا مع أهلنا في مصر هو فرصة جديدة، لتأكيد الحب المتبادل والاحترام الصادق الحقيقي من مصر للمغرب ومن المغرب لمصر، وهي أيضا لحظة نعيد فيها تذكير أغبياء السياسة في القطر الجزائري، أن دور الكرة الفعلي هو أن تكون جسرا بين شعوب شقيقة تتشابه، وليس وسيلة تصريف أحقاد متراكمة ناتجة عن الفشل في تسيير ذلك البلد المسكين، في الرياضة، وفي غير الرياضة. 

مرحبا بأبناء "ميت عقبة"، نادي الزمالك في أرضهم ووطنهم وبلادهم المغرب، نقولها بحب واقتناع يشبه اقتناعنا أنهم سيقولونها أيضا بنفس الصدق للبركانيين عندما ستذهب النهضة إلى القاهرة للعب مباراة إياب نهائي الكاف باسم المغرب كله. 

في نهاية المطاف، يقال منذ القديم : بضدها تعرف الأشياء، ونحن نقول اليوم، نعم، ونصادق عليها بكل إيمان، ونتمنى مع ذلك الشفاء العاجل للجار الشرقي من كل أدوائه والأمراض.