عمليات نصب تستهدف الحجاج

عبد المجيد حشادي الجمعة 10 مايو 2024

السعودية قالت إن تأشيرات «الحج التجاري» لا تخول لحامليها أداء مناسك الحج

رصدت المملكة العربية السعودية تنامي عمليات النصب التي تستهدف الحجاج والمعتمرين في عدد من الدول العربية والإسلامية، مستغلين مواقع التواصل الاجتماعي من أجل الإعلان عن خدمات وهمية تستهدف الراغبين في أداء هذه الشعيرة الإسلامية.

ومع اقتراب موسم الحج، حذرت وزارة الحج والعمرة السعودية الراغبين في أداء المناسك من الوقوع ضحية لحملات وهمية، يعمد الواقفون وراءها للإعلان عن خدماتهم المشبوهة باستغلال مواقع التواصل الاجتماعي.

وجاء هذا التحذير، بعد رصد وزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية لإعلانات شركات وحملات مكثفة، وكذا حسابات وهمية على الشبكات الاجتماعية يدعي الواقفون وراءها عن فتح الباب أمام الراغبين لأداء فريضة الحج ومحاولة إغرائهم بالإعلان عن أسعار مغرية، هدفها إيقاعهم في النصب.

ولقطع الطريق على عمليات النصب هذه، أوضحت وزارة الحج والعمرة السعودية أن القدوم لأداء فريضة الحج لا يكون إلا من خلال الحصول على تأشيرة حج صادرة عن الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية، بالتنسيق مع الدول عبر مكاتب شؤون الحج فيها، أو عبر منصة «نسك حج» للدول التي ليس لديها مكاتب رسمية خاصة بالحج.

وتعمد عدد من الوكالات المشبوهة للتحايل على الراغبين في أداء مناسك الحج، عبر تمكينهم من تأشيرات معينة بغرض فتح الباب نحو سفرهم للسعودية ومن ثم القيام بمناسك الحج ليكتشف هؤلاء أنهم وقعوا ضحية عمليات نصب، بعد منعهم من أداء هذه الشعيرة، بسبب أن هذه التأشيرات لا تخول لهم ذلك.

وللتمكن من أداء شعيرة الحج، لا بد من توفر الراغب فيها على تأشيرة حج وليس تأشيرة دخول السعودية، حيث إن تأشيرات العمرة والسياحة والعمل والزيارة العائلية والترانزيت، وغيرها من التأشيرات لا تؤهل حاملها لأداء شعيرة الحج، وهو ما سبق أن أعلنت عنه وزارة الحج والعمرة السعودية.

وحذرت الوزارة من أن هذه التأشيرات التي تلجأ لتقديمها عدد من الشركات والمكاتب الوهمية، والتي تصورها ضمن عمليات الحج التجاري، وغيرها من المسميات هي في حقيقتها عمليات نصب، باعتبارها لا تدخل ضمن مفهوم تأشيرة الحج، التي تظل الصيغة الوحيدة التي تؤهل حاملها لأداء هذه الفريضة وفق الأنظمة والقوانين التي تفرضها الجهات الرسمية المنظمة للحج.

وسبق أن شهد المغرب تسجيل عدد كبير من عمليات النصب التي تستهدف الراغبين في أداء مناسك العمرة والحج، عبر بوابة تمكين هؤلاء من تأشيرات دخول للسعودية وليس تأشيرات حج، آخرها ما حصل في الموسم الماضي حين توافد العشرات من المرشحين لأداء مناسك الحج قادمين من إقليم بن سليمان، واعتصموا بمطار محمد الخامس، حيث تبين أنهم حاصلون على تأشيرة دخول السعودية، وطلب منهم الانتقال إلى المطار من أجل الحصول على التذكرة ووثائق الإقامة وهو ما لم يقع ليكتشفوا أنهم وقعوا ضحية عملية نصب.

كما سبق أن أوضحت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني أن وزارتها توصلت بمجموعة من الشكايات ضد عدد من وكالات الأسفار، تهم عدم الوفاء بالتزاماتها، ما أدى إلى سحب الاختصاص من مجوعة من الوكالات، التي لم تعد مؤهلة لتقديم طلب تنظيم عملية الحج خلال الثلاث سنوات المقبلة.

وتم بهذا الشأن السب النهائي لرخص وكيل أسفار لثلاث وكالات بالبيضاء وتطوان، والسحب المؤقت لرخصة وكالتين بالصخيرات وسلا، وتوجيه إنذار لتسع وكالات أسفار بمدن البيضاء وأصيلة وأكادير والرباط وتزنيت.

كما نشرت بداية السنة الحالية وزارة السياحة لائحة الوكالات السياحية المنتقاة لتنظيم عمليات الحج، والمرخص لها بتسويق منتوج الحج برسم هذه السنة على الموقع الإلكتروني لقطاع السياحة، وكذا بمقرات المندوبيات الجهوية والإقليمية لقطاع السياحة بمختلف عمالات وأقاليم المملكة.