نسبة النشر باللغة الأمازيغية لا تتجاوز %1,5 من مجموع الإصدارات المغربية

مجيدة أبوالخيرات الجمعة 10 مايو 2024
No Image


أظهر التقرير الذي أصدرته مؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية للفترة الممتدة من 2017 إلى ،2021 أنه وبعد »مرور أكثر من عشرين عاما على إنشاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وإدراج اللغة الأمازيغية في دستور 2011«، لم تتغير »حالة النشرالمغربي باللغة الأمازيغية بحيث لا تزال هذه اللغة لغة هامشية للغاية«.

وخلال الفترة التي يغطيها هذا التقرير، لم تحص المصالح التوثيقية بالمؤسسة سوى 53 مؤلفا باللغة الأمازيغية كلها ورقية، ومبعدل سنوي لا يتجاوز 27 مؤلفا في العام الواحد، وبنسبة ناهزت %1,5 من مجموع الإصدارات المغربية (الورقية والرقمية).

وعند توزيع الإصدارات الأمازيغية بحسب الجهات، نجد أن جهة الرباط قد استحوذت على %39,61 من مجموع المنشورات الأمازيغية أي ما مقداره 21 عنوانا أصدره المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، متفوقا بذلك على جمعية تيرا بأكادير التي أصدرت 14 عنوانا من أصل 15 مؤلفا صدر بجهة سوس ماسة (أكادير، تيزنيت) أي بنسبة .%28,3 هذا وقد حلت جهة الشرق ثالثا بما مجموعه 11 عنوانا (الناظور، العروي، بركان بالترتيب) أي بنسبة %20,75 من الإنتاج المغربي المكتوب بالأمازيغية، فيما حلت جهة فاس رابعة في الترتيب بأربعة مؤلفات أصدرتها جمعية إد نورو للكتاب بالأمازيغية.

أما خصائص النشر األمازيغية فهي لا تكاد تتغير، حيث لا يزال يتسم النشر في الأمازيغية بهيمنة الإبداع الأدبي عليها بـ 43 نصا إبداعيا أدبيا بما يفوق %80 من الإنتاج المكتوب بالأمازيغية أكثر من نصفه شعر )22 عنوانا(، بالإضافة إلى الأدب السردي )12 رواية و 7 أقصوصات(، وعملني مسرحيين.

وعلى الرغم من ترسيم خط التيفيناغ خطا رسميا للغة الأمازيغية منذ 10 فبراير ،2003 إلا أنه لا يزال يلاحظ أن هناك تشظيا على مستوى توحيد الخط الذي تكتب به النصوص الأمازيغية بالمغرب، بحيث لا تزال هيمنة الأبجدية اللاتينية مستمرة فيما ينشر من كتابات بالأمازيغية في 39 إصدارا، 20 منها بخط لاتيني أوحد، و19 عنوانا بخط مزدوج لاتيني-تيفيناغ، أما ما صدر بالتيفيناغ فانحصر في 7 عناوين فقط.

هذا وقد نشر بخط مزدوج عربي-تفيناغ مجموعتان شعريتان، وباستثناء ثلاثة معاجم ثلاثية اللغة )أمازيغي، عربي، فرنسي( أصدرها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، فقد صدر ديوانان شعريان لشاعرين زجالين أمازيغيين بخط ثلاثي عربي-لاتيني-تيفيناغ.

وسعيا منها إلى التأسيس لتقليد مكتوب بعد قرون من الشفوية مثل مثيلاتها من اللغات التي مرت من الشفاهي إلى المكتوب، تحاول الأمازيغية ترجمة الإنتاج الفكري للثقافات اللغوية الأخرى.

وهكذا فقد وقع اختيار المترجمين إلى اللغة الأمازيغية خلال فترة التقرير نقل نص شعري واحد بالإسبانية إلى الأمازيغية بحرف التيفيناغ، وترجمة نص أدبي واحد من الفرنسية، علاوة على ترجمة نصين من الأدب الإنجليزي، و4 نصوص من العربية، 3 منها ترجمة لنصوص قانونية. هذا بالإضافة إلى جتربة فريدة تمثلت في ترجمة نص فلسفي وسيطي من العربية إلى الأمازيغية بحرف تيفيناغ. يتعلق الأمر بنص حي بن يقظان للفيلسوف الأندلسي ابن طفيل.