بوريطة: الأمن الغذائي أولوية في السياسة الافريقية لجلالة الملك

متابعة الخميس 09 مايو 2024

  أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الخميس بنيروبي، أن السياسة الإفريقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وضعت دائما الأمن الغذائي في صلب اهتماماتها، باعتباره أولوية استراتيجية.

وأكد السيد بوريطة، الذي يمثل جلالة الملك في القمة الإفريقية حول الأسمدة وصحة التربة، أن هذه الرؤية من أجل إفريقيا تنسجم مع الرؤية الوطنية التي اختارت المملكة من خلالها تنفيذ استراتيجيات طموحة لتحسين الإنتاجية الفلاحية.

وأوضح الوزير أنه يتم تنزيل الرؤية الملكية في هذا المجال من خلال ثلاث جهات فاعلة، وهي: مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، الذراع التنفيذي لهذه الرؤية والرائدة قاريا في سوق الأسمدة، ووزارة الفلاحة، المسؤولة عن السياسات العامة والاستراتيجيات القطاعية في المجال الفلاحي، ووزارة الشؤون الخارجية، التي تسهر على تنزيل الرؤية الملكية للتعاون جنوب-جنوب.

وأشار أيضا إلى أن جلالة الملك، الذي يولي أهمية قصوى للمواضيع الاستراتيجية لهذه القمة سواء بالنسبة للمغرب أو لإفريقيا، حرص على أن تشارك فيها المملكة بشكل فعال، من خلال الجهات الفاعلة الثلاث.

كما أبرز الوزير أن المغرب، وتنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، قام بإعداد استراتيجيات قطاعية للتنمية، من بينها "مخطط المغرب الأخضر" الذي تم إطلاقه سنة 2008، ومؤخرا "مخطط الجيل الأخضر"، مسجلا أن هذه الاستراتيجيات تقوم على ركيزتين أساسيتين: تحديث الفلاحة والصناعات الغذائية والتنمية التضامنية للفلاحة العائلية.

وتابع أنه إلى جانب توفير الغذاء، فإن ما اتخذه المغرب من خطوات يعزز مقاربة مندمجة تشمل التنمية الاجتماعية والاقتصادية للعالم القروي والاستثمار في الفلاحة، كقطاع يوفر فرصا هائلة لخلق الثروة وفرص العمل للشباب، مشيرا إلى أن التنمية الفلاحية والأمن الغذائي لا يشكلان أولوية استراتيجية بالنسبة للمغرب فحسب، ولكنهما يمثلان أيضا الأهداف الرئيسية للتعاون جنوب- جنوب.

وفي إطار هذه الروح التضامنية الإفريقية، قال السيد بوريطة إن المغرب تعهد بتقاسم تجربته وممارساته الجيدة مع البلدان الإفريقية الشقيقة، موضحا أن المقاربة المغربية تعطي الأولوية لإقامة شراكات دائمة. وذكر في هذا الصدد، بإطلاق مبادرة "Triple A" من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية خلال مؤتمر (كوب 22)، وكذا مبادرة "Triple S"، التي تم إطلاقها سنة 2016 إلى جانب جمهورية السينغال، والتي تهدف إلى دعم الاستدامة والاستقرار والأمن في إفريقيا.

وأضاف الوزير أن المملكة تقوم بذلك أيضا بشكل ثنائي، مع العديد من الدول الإفريقية الشقيقة (إثيوبيا ونيجيريا ..)، مبرزا أن عمل المكتب الشريف للفوسفاط في إفريقيا يندرج كذلك في هذا الإطار. وأبرز أنه، وبالنظر للارتفاع الكبير في أسعار الأسمدة وتحديات الأمن الغذائي، فقد عزز المكتب الشريف للفوسفاط حضوره وعمله في إفريقيا من خلال افتتاح 12 تمثيلية في الجهات الأربع للقارة وتعزيز إنتاج وتوزيع الأسمدة من خلال إطلاق ثمانية مشاريع صناعية في إفريقيا، من بينها ثلاث منصات جديدة للتخزين والمزج.

ويتعلق الأمر أيضا، يضيف الوزير، بإطلاق 46 مشروع ا تنموي ا في جميع أنحاء إفريقيا، تركز على تحسين خصوبة التربة والتكوين في المجال الفلاحي، من أجل تعزيز الممارسات الفلاحية المستدامة، وتطوير مبادرات من قبيل برنامج "Agribooster” الذي يقدم دعما شاملا للفلاحين، بما في ذلك الولوج إلى الأسمدة والبذور، وكذا برنامج "Farm&Fortune Hubs" الذي يحول المزارع الصغيرة إلى مقاولات فلاحية منتجة.