مع كامل الأسف!

محمد أبويهدة الأربعاء 08 مايو 2024
No Image

كل سياسي موعود في كل مناسبة بخطاب أو تصريح، وكيفما كان منصبه والمهمة التي يشغلها، فقد يخطئ مرة، ويزل لسانه مرة أخرى، وتناوره فكرة مكبوتة فتنفلت منه حينا، ويتلاعب به الهوى فيفضحه حينا آخر.

لكن عندما تتكرر مثل هذه الكبوات باستمرار كلما أطلق العنان للسانه على حساب عقله الملجوم، فالأمر يتحول إلى سمة شخصية وقاعدة لا علاقة لها بالاستثناء، وذلك يكشف ثقافة المعني بالأمر ومستواه السياسي والثقافي وتنشئته الاجتماعية واضطراباته النفسية والعقلية.

الأمر ينطبق على «خايب السمية» رئيس «الجارة» الشرقية، والذي لطالما هتف المحتجون على تنصيبه على رأس السلطة بالبلاد في وجهه بشعار «تبون مزور جابوه العسكر ماكاش الشرعية...».

اسمعوا ماذا يقول هذا الذي لا ينطق لسانه إلا عن الهوى.

فمنطق الحساب بالنسبة إليه هو كالتالي «سنرفع قيمة الدينار الجزائري الذي يساوي اليوم 140 دولار ليصبح 100 دولار». أما منطق الجنون فيترجمه تصريحه حول الرجم بالحجارة كأي مخبول يجول شوارع المدينة، أو جمهور غاضب من هزيمة فريقه!!

وبين الفينة والأخرى يغلب منطق الإدمان على وعيه ليصرح أنه مستعد لزراعة 100 ألف هكتار بالغبرة يعني الحليب غبرة بمنطقة تسمى أدرار لا تصل مساحتها بأكملها إلى الرقم المعلن عنه!!

وفي أحيان أخرى يتلبس الخطاب الرئاسي منطق الجهل عندما يعلن أنه سيقوم يوميا بتحلية مليار و400 مليون متر مكعب من ماء البحر، علما أن عدد محطات تحلية مياه البحر في العالم بأكمله لا تستطيع تحلية ربع هذا الرقم يوميا. وهو ما ضحك منه المتندرون وقالوا إن البحر الأبيض المتوسط سيتبخر عما قريب!!

الكثير من المصائب والكوارث اللغوية والسلوكية تطبع للأسف خرجات الرجل الذي عين رئيسا للدولة، فيبدو وكأنه يتحدث بلا وعي بلسان متثاقل وزلات متكررة تحت أنظار الجنرال المريض شريكه في الحكم سعيد شنقريحة.

هذه الكوارث طبعا لا يمكن استثناء ما يتعلق منها بالمغرب لأنها كثيرة جدا ولا يكاد خطاب أو تصريح يخلو من النيل من المغرب مباشرة أو بالمرموز، لأن الرجل يعاني من مرض مزمن لا شفاء منه، وقد تحول مع الأيام إلى عقدة حقيقية يفضحها لسانه بتكراره في كل مرة بأن نظامه لا يعاني من أي عقدة!!

مؤخرا أطلق «خايب السمية» لجام إعلامه المعتوه ليكيل السب والشتم، بعناوين عريضة، للمغرب والمغاربة والنظام الملكي والقوات المسلحة الملكية، مختلقة سيناريوهات ومؤلفة لأساطير وخرافات غريبة.

أحيانا نتساءل هل يملكون هناك في الشرق ذرة عقل؟ ثم نضحك مما يحمله الأثير والأنترنت.

هو سقوط حر وتدحرج نحو الحضيض السياسي في هذه «الدولة» التي فقدت البوصلة، مع كامل الأسف.