الحجر…آلدراري !!!

المختار لغزيوي الاثنين 06 مايو 2024
IMG_5030
IMG_5030

الحجر آلدراري ! 

هنا سأسكت قليلا! 

هكذا يقول معلق الكرة الخليجي عندما تصدمه لقطة في المباراة: لعبة جميلة، سيدة فاتنة استرعت انتباه المخرج، حركة رياضية راقية، أو شغب من مستوى عال لايقبل الكلام، بل يفرض الصمت والسكوت فقط. 

الناس قالت نهاية هذا الأسبوع هاته العبارة مجددا، وهي في الحقيقة لم تسكت قليلا، بل سكتت كثيرا، وهي لازالت صامتة إلى الآن تتساءل إن كان مارأته وسمعته حقيقيا، أم هو من أفاعيل الغباء الاصطناعي ومعجزاته الجديدة، وليس الذكاء الاصطناعي، لأن هذا المسكين الأخير لادخل له بالموضوع. 

رئيس دولة أجنبية، ونحن لن نذكرها هنا ليس احتراما ولا خوفا ولا أي شيء من هذا القبيل، ولكن فقط لأننا لانريد ذكرها والسلام (مخنا قال لينا بلاش!)، كان يتحدث في لقاء جماهيري مع الناس، وفجأة، أو لنقل بغتة، أو لنختر عبارة "على حين غرة"، أو لنستعمل جملة "دون سابق إنذار"، قال لمن كان يخطب فيهم، مامعناه: "أنا راني هاز الحجر مور ظهري ونقدر نبدا نشير بيه". 

صفق الحاضرون لهذا المهرجان الخطابي المنتمي للعصر الحجري، طويلا وبحماسة، وقالوا للرجل الذي أعلن نيته مواصلة اتباع سياسة "التشيار بالحجر"، "تحيا الجزائر، وتحيا عمي تبون"، (هكذا ينطقونها ولو أننا كنا لانريد لا ذكر البلد ولا ذكر إسم الرئيس، لكن "نيتهم غلبات"). 

بقي كل من شاهدوا المقطع عبر الأنترنيت مشدوهين، أو لنقل مصدومين، أو لنستعمل عبارة "فاغري أفواههم دهشة"، لأنها تفي بالغرض، ولأن مثل "هاد حلان الفم"، بهذا الشكل المعيب، الرد الوحيد عليه هو البقاء بفم مفتوح دهشة إلى يوم الدين.

ذلك أننا نسمع ونحن نتابع السياسة العالمية الرئيس الكوري الشمالي كيم وهو يهدد بالضرب بسلاحه النووي، ونسمع طيب الذكر اللطيف الروسي  بوتين وهو يحلم بيوم يضرب فيه الغرب بالقنبلة المطورة لديه، مثلما نسمع الإيراني رئيسي وهو يردد مايطلب منه المرشد خامنئي قوله من أن العمائم ستضرب ذات يوم بالكيمياوي، لكنها فعلا أول مرة نسمع رئيس دولة، مرشح لعهدة رئاسية جديدة، يهدد بماذا؟ "بالتشيار بالحجر". 

في المغرب لدينا مع هذه الرياضة غير الأولمبية (التشيار بالحجر) قصص وحكايات، أهمها وأكثرها تعبيرا أننا حين نفقد الأمل تماما في شخص ما، ونتأكد أن المسكين فقد عقله، والتحق بالعالم الآخر، عالم من لايهمهم أي شيء، ولم يعد لا الطب الحديث ولا أعشابنا التقليدية، ولا حتى "الحجابات والحروزا"، قادرين على علاجه نقول "راه ولا يشير بالحجر"، أي لاراد لقضاء الله فيه "وصافي". 

نتألم لحاله، ونتعامل معه ابتداء من تلك اللحظة تعاملا خاصا واستثنائيا، يجعلنا نقبل منه كل وأي تصرف، وفي تفسيرنا لذلك نقول "آش غنديرو، راه مسكين ولا يشير بالحجر". 

هل من مقارنة أو شبه بين هذه وتلك؟ 

إطلاقا، وحاشا وكلا، فأحمقنا المحلي أصابه قضاء رباني لاراد له، وكل مانملكه له هو الدعاء، أما أحمق السياسة الموجود "هوك"، فمامسه لايعرف له سبب، وقديما قالت العرب "وكل الداء ملتمس شفاه إلا الحماقة أعيت من يداويها"، وطوت الموضوع، وانصرفت، ولاحول  ولاقوة إلا بالله، وكفى.