هل من قيمة مضافة، أو خصوصية لنصف حصيلة البرنامج الحكومي التي تقدم بها رئيس الحكومة عزيز أخنوش أمام البرلمان بغرفتيه؟ الجواب جاء من أكادير يوم أول أمس، قدمه برلمانيون تابعون لحزب أخنوش وكذلك محللون أكاديميون، خلاله وقفوا عند هذا التقليد الذي أقره ورسخه الراحل عبد الرحمان اليوسفي وسار عليه كل رؤساء الحكومات، كما وقفوا عند خصوصيات هذا التقليد وفراداته على مستوى التجربة الحالية التي يقودها أخنوش. فبعد نصف حصيلة الحكومة الحالية التي قدمها أخنوش مؤخرا كان يوم أول أمس السبت بأكادير مناسبة لتقديم قراءة في التجربة، من تنظيم المنظمة الجهوية للمنتخبين التجمعيين بسوس ماسة، بحضور المنتخبين بالجهة، ساهم فيها مسؤولون من نفس الهيئة إلى جانب محلل أكاديمي متتبع للشأن السياسي الوطني في شخص الدكتور عمر الشرقاوي. عبد الله غازي رئيس المنظمة الجهوية للمنتخبين بسوس، اعتبر أن البرنامج الحكومي الذي قدم عزيز أخنوش نصف حصيلته، برزت خلاله ملامح البرنامج الانتخابي لحزب التجمع الوطني للأحرار، لأن برنامج الحزب - يضيف غازي- نتيجة عصارة لبرنامج مسار الثقة، ومحصلة لبرنامج مائة يوم مائة مدينة. ثاني خصلة ميزت الحصيلة يضيف غازي، ما يمكن أن نسميه " الدق والسكات " التي نهجها رئيس الحكومة من خلال نهج برنامج اجتماعي، بعيدا عن " الشعبوية لدغدغة عواطف الناس، وبعيدا عن التبريرية والانهزامية، ونهج أسلوب الحلقة"، يتحدث غازي وهو بهذا يقطر الشمع عن تجربة بنكيران الحكومية. غازي توقف كذلك عند " الأزمات التي رافقت نصف الحصيلة، ورغم ذاك استطاعت النجاح" وعدد على سبيل الذكر أزمة الكوفيد، والإجراءات الاجتماعية المصاحبة لها، والجفاف، وموجة التضخم... " ومع ذلك لم نركن إلى الحلول السهلة، ولم نختبئ ولم نلق الفشل بالغير" يخلص غازي. رئيس المنظمة الجهوية للمنتخبين، وصف الحصيلة المرحلية، بحصيلة التحديات: تحيدي تلازم الأزمات، منها " تحدي التشويش من خلال حملة إرحل التي ووجهت بالتجاهل" وتحدي تلازم الأزمات من بينها الوباء والجفاف، إلى جانب تحدي ثالث لخصه غازي في عبارة " تحدي تطلعات البرامج المستجدة من بينها الاستعداد لتنظيم التظاهرات الكروية الكبرى". رشيد بوخنفر المنسق الإقليمي للأحرار بأكادير عزز نفس التطلع الذي كشف عنه عبد الله غازي، وأهاب بالمنتخبين بتوضيح هذه البرامج للمواطنين ليعرفوا ما يجري، لأن الخصوم متفرغون لطمس الحقيقة. عمر الشرقاوي الباحث والمحلل، اعتلى بدوره المنصة ليدلي بدلوه من منطق الصحافي والأستاذ الأكاديمي، اعتبر تجربة أخنوش تقليدا سياسيا سنه اليوسفي، وتبعه كل رؤساء الحكومات، بعدما أصبح إجراء دستوريا ملزما، الشرقاوي اعتبر مبادرة رئيس الحكومة شجاعة، لأنه هو من بادر إلى إجرائها، وليس بطلب من البرلمان، وأضاف الشرقاوي أن الحصيلة قدمت في إطار وضعية سياسية معكوسة، يجسدها انسجام أغلبية حكومية، موازاة مع هشاشة على مستوى المعارضة، الغائبة إلى درجة غياب التوازن النسبي، وأعطى مثالا للوضع بين البيجيدي والاتحاد الاشتراكي. بمنطق المحلل لاحظ الشرقاوي أن حكومة أخنوش، جاءت في ظل ظروف استثنائية الأمر الذي لم يحدث مند حكومة البكاي، وعدد المتحدث كل هذه الظروف، من بينها الجفاف ومشكل الماء، وزلزال الحوز الذي كلف الحكومة 120 مليار درهم، إلى جانب ما أسماه تركة الماضي على رأسها ملف التعليم المليء بمشاكل المتعاقدين والزنزانة 10 ...، والبطالة وتأخر قانون الماء المتعثر لمدة 7 سنوات، وخلص الشرقاوي ان، الحكومة قامت بتدبير هذا الماضي، مع أزمات الحاضر ولم تتدرع بها وهي تواجه ملفات الصحة والتعليم والتشغيل والإدارة. ولاحظ كذلك أن التجمع الذي يوصف بالحزب الليبرالي المتوحش هو من أنزل سياسة اجتماعية محضة شملت الملايين من الاسر والفئات الاجتماعية المتدنية. الحسن السعدي البرلماني الشاب ورئي الشبيبة التجمعية، قال إن التجمع الوطني للأحرار عاقد العزم على الظفر بالولاية الحكومية المقبلة، وأضاف " نحن معولون على الولاية الحكومية الثانية، وإننا لنستحقها" ثم قصف بنكيران الذي خرج خلال عيد العمال ليقول" إن هذه الأحزاب أطلقت الدراري الصغار بعدما لم يحرك فيه شباط وإلياس العمري أي شعرة" وكان بنكيران يقصد خرجات السعدي في حقه. السعدي رد بقوله "إن المشاركة في مؤامرة الصمت لن يستكين لها" مستغربا كيف ينعت كل من فتح فمه بالطبال والغياط والنكافة، وتساءل السعدي كيف أصبح الناس عاجزون على قول كلمة حق رغم يقينهم بها، حتى لا يهاجموا ويوصفوا بهذه النعوت، كيف بقي المجال لهؤلاء، ولبعض اليوتوبرز وتجار الأدسنس. ولاحظ السعدي أن المعارضة مجسدة بالتقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي تعتبر الملف الاجتماعي حكرا عليها وهي تشاهد الحكومة تجسدها على أرض الواقع، بينما الحزب الثالث يعتبر الدين حكرا عليه، مستغربا من التصرفات اللادستورية التي تصدر عن المعارضة من قبل مناقشة الشأن الوطني عبر رسالة حزبية مفتوحة، وليس عبر المؤسسات المنتخبة " حال التقدم والاشتراكية" ومناقشة الحصيلة الحكومية قبل أن يتقدم بهار رئيس الحكومة " حال البيجديدي" ، كما عرض السعدي التطور الذي عرفه الملف الاجتماعي من قبيل انتقال الدعم الاجتماعي من 120 ألف أرملة ليشمل 3.5 مليون أسرة، ليخلص إلى أن الحكومة تنهج بحق برنامجا اجتماعيا حقيقيا.