شدد الدكتور مولاي سعيد عفيف رئيس الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص على ضرورة تعبئة كل الجهود والإمكانيات وتوظيف كل القدرات المتوفرة من أجل مواجهة مرض سرطان عنق الرحم، الذي بات يحتل المركز الثالث ضمن قائمة السرطانات الأكثر إصابة للنساء بعد سرطاني الثدي والغدة الدرقية.
رئيس جمعية أنفوفاك المغرب الدكتور مولاي سعيد عفيف أشار خلال ندوة افتراضية نظمتها الجمعية في إطار فعاليات الأسبوع العالمي للتلقيح إلى خطورة المرض الفتاك أصبحت له كلفة جد ثقيلة صحيا واقتصاديا واجتماعيا وهو ما يفرض تعزيز سبل الوقاية منه،والدعوة إلى إدراج اللقاح المضاد للمرض ضمن البرنامج الوطني للتلقيح.
فعاليات الأسبوع العالمي للتلقيح ساهم في إحيائه كل من الجمعية المغربية للعلوم الطبية والجمعية المغربية لطب الأطفال والجمعية المغربية للأمراض التعفنية لدى الأطفال والتطعيم والجمعية الملكية المغربية لطب النساء والتوليد والجمعية المغربية للأم والطفل بشراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والمرصد الوطني لحقوق الطفل والوكالة الوطنية للتأمين الصحي، أبرز خلالها المتحدث أن عملية التلقيح قد تنطلق بأعداد معدودة لكنها يمكن أن تتطور مع مرور الأيام بالتواصل الهادف والواضح وباعتماد حملات تحسيس وتوعية تجيب عن كل الأسئلة وتوضح كل غموض قد يتعلق باللقاح أو بالمرض نفسه، وأن حملة التلقيح ضد سرطان عنق الرحم قد انطلقت بفرنسا نموذجا ببعض التباين، لكنها اليوم بلغت نسبة% 70 من الأشخاص المعنيين بالتلقيح.
رئيس الجمعية الملكية المغربية لطب النساء والتوليد البروفيسور الحسين الماعوني دعا كل المكونات الصحية الانخراط بجعل سنة 2025 سنة لتلقيح الفتيات ضد فيروس الورم الحليمي البشري لحمايتهن من هذا المرض الخطير، مشددا على أهمية فتح قنوات التواصل بين الآباء والأمهات وأطباء مختلف التخصصات ، سواء تعلق الأمر بأطباء الطب العام أو أطباء طب الأطفال أو المختصين بالأمراض التعفنية أو غيرهم وليس فقط أطباء النساء والتوليد، وتعريفهم بالمرض وخطورته وتبعاته الثقيلة وتقديم النصيحة لهم بتلقيح فتياتهم، خاصة بعد إدراج اللقاح المضاد للمرض ضمن قائمة لقاحات البرنامج الوطني للتلقيح بشكل مجاني.
الصحافي وحيد مبارك المختص في قضايا الصحة أكد في مداخلته حول دور الإعلام في التوعية الصحية أن الجسم الصحفي المهني بوسائل الإعلام بمختلف أنواعها يقوم بدور أساسي ومحوري لإيصال المعلومة الواضحة والكاملة من مصدرها الرسمي والمختص بمجال من المجالات معززة بالأرقام والإحصائيات وتبديد كل لبس وغموض، ومساهمتها في رفع الوعي بالموضوع المتناول وتقديم الأجوبة عن الأسئلة المرتبطة به، وتسمح بمواجهة الإشاعات والأخبار الزائفة التي تتسبب في هدر الزمن وبذل الكثير من الجهد لرصد ونفيها،
الصحافي وحيد مبارك دعا إلى التنزيل السليم لمقتضيات القانون 31.13 بعيدا عن القيود البيروقراطية التي تؤدي إلى تعثر عملية التواصل وتفرمل عجلة التزويد بالمعلومات الضرورية من شأنها المساهمة في تشكيل صورة واضحة بشأن قضية من القضايا المجتمعية، التي تهم المعيش اليومي للمواطنين صحيا واجتماعيا واقتصاديا وغيرها، مؤكدا على عامل السرعة في تناول الخبر الإعلامي الذي يعتبر إكراها كبيرا، الأمر الذي لا يتحقق في أغلب الحالات، لتبقى الجمعيات العالمة والأطباء والمختصين في المجال الصحي نموذجا، مصدرا أساسيا لتقديم المادة الخبرية وتحليلها.
البروفيسور محمد بوسكراوي عميد كلية الطب والصيدلة بمراكش أحاط بالموضوع من مختلف زواياه العلمية واستعراض عدة دراسات إحصائيات ترتبط بالمرض وبالتلقيح ضده، والتي أجرتها الأوساط العلمية بعدة دول، بالشكل الذي يسهم في توفير صورة واضحة خاصة بالنسبة لمهنيي الصحة، بشأن كيفية التعامل مع مختلف الحالات التي قد يتم الوقوف عليها، والإشكالات التي قد ترتبط بخطوة التلقيح، وكذا ما يتعلق بالسن والجنس وسبل الرفع من مستويات الوعي والتحسيس بهذا الموضوع.