محاكمة عملاق السينما الفرنسية ‘‘ديبارديو‘‘ في تهم تحرش في أكتوبر

وكالات الاثنين 29 أبريل 2024

 شهد ملف الاتهامات للممثل جيرار دوبارديو بارتكاب اعتداءات جنسية تطورا مهما الاثنين إذا ان عملاق السينما الفرنسية الذي سبق أن وجه إليه القضاء اتهامات بالاغتصاب، يحاكم في أكتوبر المقبل في باريس في قضية تتعلق بالاشتباه باعتدائه جنسيا على امرأتين عام 2021.

وأوضحت النيابة العامة في باريس أن "جيرار دوبارديو (...) تبل غ في نهاية احتجازه هن التحقيق" لدى الشرطة القضائية "استدعاء للمثول أمام محكمة الجنايات".وأضافت أنه "سي حاكم في أكتوبر 2024 في شأن اعتداءات جنسية يحتمل أن تكون ارتكبت في سبتمبر 2021 في حق ضحيتين، في موقع تصوير فيلم ‘‘لي فوليه فير‘‘ Les Volets Verts".

وأثار تحديد موعد لمحاكمة دوبارديو "ارتياح" المحامية كارين دوريو ديبولت، وكيلة مصممة ديكور كانت تعمل ضمن فريق فيلم "لي فوليه فير" وتتهم النجم بالاعتداء عليها جنسيا. ورأت المحامية الموكلة أيضا عن امرأة تتهم دوبارديو باعتداءات في حقها عام 2014 أن "ثمة بالتأكيد ضحايا أخريات". وأضافت في تصريح لوكالة فرانس برس "حتى الآن، اثارت ما بين 20 و25 امرأة وقائع تتراوح بين العبارات الفاضحة والعنف المتحيز جنسيا ، مرورا بالتحرش أو الاعتداءات الجنسية. لقد حان الوقت لمحاكمته".

النجم الذي رفعت المرأتان شكويين في حقه بتهمة الاعتداء عليهما جنسيا ، استدع ي صباح الاثنين لسماع أقواله في مقر الشرطة القضائية الباريسية حيث أ بقي رهن التحقيق. وقال أحد وكيلي الدفاع عنه المحامي كريستيان سان باليه لوسائل الإعلام قرابة السادسة والنصف مساء انتهاء احتجازه رهن التحقيق. وأضاف المحامي سان باليه أن "أي شخص يتهم، يتوجب عليه حتما أن يشرح وجهة نظره في وقت ما، وكان اليوم أحد تلك الأيام التي يتعين فيها على المرء شرح وجهة نظره في الاتهامات الموجهة إليه والتي يطعن فيها".

وقدمت ثلاث نساء على الأقل شكاوى في حق الممثل البالع 75 عاما .فمصممة الديكور في فيلم "لي فوليه فير" ("Les Volets Verts") للمخرج جان بيكر تقدمت بشكوى ضد الممثل في شباط/فبراير 2024 بتهمة ارتكاب أفعال مصنفة في إطار الاعتداء الجنسي والتحرش الجنسي والانتهاكات الجنسية.

وتعود الأفعال التي تتهمه بها إلى سبتمبر 2021 ووقعت في منزل فخم في باريس. وبحسب روايتها لموقع "ميديابارت" تفو ه نجم فيلم "سيرانو دو برجراك" بعبارات مسيئة كثيرة ذات طابع جنسي أثناء التصوير في باريس، في 10 سبتمبر 2021، ثم لاحقا "أمسكها بوحشية" و"لامس خصرها وبطنها، صعودا نحو ثدييها". أما الشكوى الأخرى فمقدمة من مساعدة مخرج في الفيلم نفسه تتهم المخرج باعتداءات جنسية وتقدمت هي الأخرى بشكوى ضده. وستتناول محاكمة النجم هذين الاتهامين.

وقالت الممثلة الفرنسية أنوك غرينبرغ في مقابلة مع وكالة فرانس برس: "من الصباح إلى المساء، كنا نسمع تعليقات بذيئة" وأضافت "عندما يستعين منتجو الأفلام بدوبارديو في فيلم، فإنهم يعلمون أنهم يشغلون معتديا". واضافت "ليس معتديا محتملا ، بل هو معتد ".

وثمة شكوى أخرى مقدمة من مساعدة سينمائية سابقة تتهم دوبارديو بالاعتداء عليها جنسيا في أثناء تصوير فيلم "لو ماجيسيان إيه ليه سياموا" Le Magicien et les Siamois للمخرج جان بيار موكي" في مارس 2014. وأوضحت المرأة التي كانت يومها تبلغ الرابعة والعشرين في تصريح لصحيفة "لو كورييه دو لويست" أن دوبارديو "تحسس كل أنحاء جسدها" وخاطبها بـ"كلمات غير لائقة" في موقع التصوير. لكن الممثل لن يضطر إلى الدفاع عن نفسه في شأن هذه القضية خلال المحاكمة نظرا لكونها سقطت بمرور الزمن.

كذلك وجه القضاء اتهامات إلى الممثل منذ عام 2020 باغتصاب الممثلة شارلوت أرنو والاعتداء عليها جنسيا . وأوضحت النيابة العامة إن التحقيقات انتهت في 17 أبريل الفائت، وأنها ستصدر قرارها في هذا الشأن، على أن يقرر قاضي التحقيق بعدها ما إذا كانت القضية تستعدي إجراء محاكمة.

وكانت الممثلة إيلين داراس تقدمت هي الأخرى بشكوى اتهمت فيها دوبارديو بالاعتداء عليها جنسيا أثناء تصوير فيلم عام 2007، لكنها حفظت في نهاية ديسمبر بسبب التقادم. وبلغ إجمالي النساء اللواتي وجهن اتهامات إلى دوبارديو سواء أمام القضاء أو عبر وسائل الإعلام نحو عشرين.

وتأتي هذه التحقيقات في وقت يشهد عالم السينما في فرنسا سلسلة اتهامات بالعنف الجنسي أحدثت هزة فيه، صادرة عن ممثلات وحتى عن ممثلين. وفتح تحقيق في شكوى قدمتها الممثلة الفرنسية جوديت غودريش ضد المخرجين بونوا جاكو وجاك دويون بتهمة اغتصابها حين كانت قاصرة. وأصبحت هذه الممثلة إحدى الشخصيات الرائدة في مكافحة العنف الجنسي في الفن السابع في فرنسا، على خطى الممثلتين أديل إينيل وشارلوت أرنو.