جامع الفنا يجمع الحكواتيين المغاربة والبريطانيين في ترسيخ لثقافة شفهية مشتركة وقديمة

متابعة الاحد 28 أبريل 2024

  إلتألم مساء أمس السبت بالمركز الثقافي نجوم جامع الفنا بالمدينة الحمراء، حكواتيون مغاربة وبريطانيون في إطار العرض الفني "من مراكش إلى مانشستر: حكايات تجار"، من أجل تسليط الضوء على التاريخ المشترك والتأثيرات المتبادلة بين المملكتين من خلال حكايات عن التجار والتجارة والتبادلات الثقافية.

وتندرج هذه التظاهرة الفنية، التي نظمها اتحاد الحكواتيين للإبداع الثقافي وفن الحكاية، في إطار احتفالية "مراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2024"، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إإيسيسكو) والمجلس الجماعي لمراكش.

وخلال هذا العر ض الفني غاص الحكواتيون من المغرب وبريطانيا، بالجمهور في التاريخ المشترك للمملكة المغربية والمملكة المتحدة، عبر حكايات عن التجار والتجارة، تعود إلى زمن السلطان أحمد المنصور الذهبي والملكة إليزابيث الأولى، حيث خاضت بالحضور في سير التجار الذين عبروا الحدود وتبادلوا البضائع وعقدوا الصفقات، لتشكل بذلك هذه التظاهرة، منارة للدبلوماسية الثقافية والثراء التاريخي، كون هذه الحكايات، كشفت عن شبكة من العلاقات والمبادلات التي شكلت نسيج كلا المجتمعين.

وشكلت حكايات التجار، التي جمعت بين حكواتيين وفنانين من آفاق مختلفة، مثل زهير الخزناوي، وجون رو، وهناء القرشي، وسف تاونسند، ودانييل اليستار، وكريم العلمي، فرصة لإرساء تعاون مستقبلي في مجال الإبداع بين المغرب والمملكة المتحدة، فضلا عن فتحها لفصل جديد في التعاون الثقافي والتبادل الفني بين البلدين.

وقال زهير الخزناوي، رئيس اتحاد الحكاواتيين للإبداع الثقافي وفن الحكاية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "اليوم نحتفي ببرج الحكاية الثاني، تحت تيمة (من مراكش إلى مانشستر : حكايات التجار)، والتي تتميز بطابع خاص يتجلى في إبراز العلاقة بين المملكة المغربية و المملكة المتحدة، والتي توطدت بين الملكة اليزابيت الأولى والسلطان المغربي أحمد المنصور الذهبي".

وأبرز أن هذا الحدث الفني شارك فيه عدد من الحكاواتيين من بريطانيا ومن المغرب، لهم إلمام بالموضوع فنيا و تاريخيا، حيث يتم الاشتغال حول هذه العلاقة التاريخية بين البلدين اللذين يزخر كلاهما بروائع تراثية تاريخية، مشيرا إلى أن " اختيار مانشستر نابع من كون المدينة تربطها بمراكش ولازالت علاقة تجارية كبيرة، حيث دأب العديد من التجار من كلا المدينتين منذ عدة قرون على القيام برحلات تجارية".

من جانبه، عبر الحكاواتي البريطاني سيف تاونسند، عن سعادته بالتواجد بمراكش والمشاركة في هذا الحفل المقام ضمن احتفالية اختيار مراكش عاصمة للثقافة بالعالم الاسلامي، مشيرا أنه حدث فني يجسد الروابط المتينة التي تجمع بين المغرب وبريطانيا، ويسلط الضوء على التداخل والتعايش المشترك بين البلدين منذ قرون.