إهانة للمرأة واستهداف للمغرب .. دعوة لتجريم استغلال النساء إعلاميا

بنزين سكينة الجمعة 26 أبريل 2024

 

نساء يمتهن الدعارة، وأخريات يروجن للشعوذة.  لايفات تتقاسم تفاصيل حميمية بشكل غير مسبوق يدعو للكثير من القلق، و شهادات تنتشر كالنار في الهشيم الرقمي  لنساء في وضعية هشاشة يبحثن عن الربح عبر الإثارة  ... أمثلة كثيرة تجاوزت الإساءة لصورة المرأة ضمن حيز جغرافي ضيق وحالات فردية، لتروج لصورة مغلوطة للمرأة المغربية التي اتخذ منها البعض مطية لتشويه صورة المملكة ككل، ما دفع منظمة النساء الاتحاديات لدق ناقوس الخطر بعد أن رصدت في وقت سابق تواتر مجموعة من المواد الرقمية المسيئة للمرأةعلى شبكات التواصل الاجتماعي، وفي مواقع إخبارية معروفة بعدائها للمملكة.

" الوضع اليوم يتجاوز حدود المغرب، ما يحتاج إلى معالجة جدية لما للإعلام من دور حاسم باعتباره أحد أدوات القوى الناعمة القادرة على تصدير صورة معينة حول المغربيات، وتوجيه الشارع نحو تبني قناعات مرتبطة بقضايا فردية ومجتمعية " تقول إيمان الرازي، أستاذة جامعية بكلية علوم التربية، خلال تأطيرها لندوة  النساء الاتحاديات التي احتضنتها الرباط يوم الخميس 25 أبريل حول موضوع " النساء والإعلام : في حاجة لميثاق وطني يحمي النساء من الاستغلال".

الرازي نبهت إلى تداعيات انخراط عدد من وسائل الإعلام في استغلال المرأة في وضع هشاشة، من باب الإثارة وحصد عدد المشاهدات، ما أدى إلى التغطية على جانب كبير من المكتسبات والمنجز الذي تقابله صورة مسيئة للمرأة على المنصات الرقمية، مشيرة أن الأمر يساهم في تأبيد الصور النمطية حول المرأة وتتجاوزها لتصدير صورة مسيئة حول نساء المملكة ككل، لتجدد التأكيد على أن الحاجة ملحة اليوم لميثاق وطني مرجعي يحمي المرأة ويصون كرامتها داخل العوالم الرقيمة المفتوحة على كل الواجهات.

من جهتها اعتبرت حنان رحاب، الكاتبة الوطنية للنساء الاتحاديات، أن خطورة التطبيع مع الإساءة لصورة المرأة واستغلالها إعلاميا وصلت مرحلتها البرتقالية، بعد أن أصبحت ممنجهة خلال إنتاج عدد من المواد الإعلامية الباحثة عن الإثارة دون إكتراث لصورة المغرب وسمعة نسائه، لتتجاوز الإساءات ممارسات فردية ومعزولة لبطلات الروتين اليومي وأبطال اللايفات، نحو خط تحريري يضرب عرض الحائط أخلاقيات المهنة، حيث يتم البحث عن كل ما هو هامشي لجعله ظاهرة عادية تعطي انطباعا سيئا عن صورة البلد، بسبب سرعة انتشار المواد الرقمية داخل حدود المملكة وخارجها.

واستحضرت الكاتبة الوطنية للنساء الاتحاديات، عددا من الأمثلة لمواد إعلامية تتعمد المعالجة الفضائحية لعدد من الحالات، ما يؤكد أنها "مواد مخدومة" لا تراعي ميثاق أخلاقيات المهنة، واحترام حقوق الإنسان، خاصة الأشخاص في وضعية هشاشة، كالنساء، والأطفال، والأشخاص في وضعية إعاقة، والأقليات، لتكون النتيجة صورة مضخمة وهمية عن انتشار الشعوذة، والتشجيع على امتهان الجنس، واستغلال الشباب للنساء الأكبر سنا، والمشاكل الحميمية بين الأزواج ... وغيرها من المواضيع المبنية على إثارة مجانية بدل المعالجة التي تراعي الجانب النفسي والاجتماعي والتربوي، من خلال اشراك خبراء في تحليل الظواهر ومعالجتها، بدل تقديمها كأسلوب حياة يعكس واقعا مكذوبا للمغرب يستغل إعلاميا من طرف بعض الدول.

وأكدت العديد من المداخلات خلال الندوة، على ضرورة مواجهة هذا الاستغلال البشع للنساء إعلاميا، من خلال قوانين تجرم الاستغلال الإعلامي للنساء، من خلال مقترحات تضمن في ميثاق أخلاقيات الصحافة، وقانون الصحافة، والقانون الجنائي.