الصولدي:الانتقال من القصة القصيرة إلى الرواية امتداد طبيعي للعملية الابداعية

بنزين سكينة الأربعاء 24 أبريل 2024

 

وصف الكاتب المغربي، عبد البر الصولدي، الانتقال من القصة القصيرة إلى الرواية، بالامتداد الطبيعي للعملية الإبداعية، معتبرا في تصريح لموقع "أحداث أنفو"،  حول روايته "سحاب النزع الأخير"أن الخطوة بمثابة تجريب لأشكال سردية مختلفة.

الصولدي الذي يدخل لأول مرة مضمار الرواية، بعد أن راكم تجربة إبداعية في مجال القصة القصيرة، أوضح أن هذه الأخيرة كانت تدفعه« إلى كتابتها بشكل فوري، كأنها تعبر عن لحظة مكثفة أو حلم قصير، بينما الرواية هي رحلة طويلة تستغرق وقتًا. هي بمثابة مزيج من البحث والتأمل، حيث يلاحق الكاتب شخصياته ويُبقي على تفاعلها وحيويتها طوال الوقت.«

وأضاف «بهذا المعنى تجعلني القصة تحت سطوتها ثم أتحرر فور الانتهاء من كتابتها، القصة حرية، ومتعة أبدية، بينما الرواية تتطلب انضباطًا واستمرارية، فضلا عن الالتزام بترابط الأحداث والشخصيات. الرواية بناء معماري، وأحيانا دهاليز متشعبة تتحدد بإيجاد المعنى.»

وتسلط رواية "سحاب النزع الأخير" الصادرة عن دار أكورا للنشر والتوزيع، وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، الضوء على عدد من التناقضات الإنسانية المعاصرة من خلال قصة الزوجين أيوب ورؤى، حيث يُعبر كل منهما عن وجهة نظر مختلفة حول العالم والواقع، تتكشف من خلال سرد محكم للكاتب الذي يكشف عن عالمين متوازيين للزوج تحكمه رؤية واقعية متأثرة بتطورات العصر، و زوجة من عالم مثالي يزاوج بين مبادئ إنسانية وأخرى عاطفية وكأنها حبيسة المدينة الفاضلة، ما يتسبب في صراع بين الزوجين.

وعن التحديات التي رفعها الصولدي عند اختيار الموضوع، أشار أنه « من حيث الشكل جعلت رواية "سحاب النزع الأخير" ذات بناء مركب يحتاج إلى صبر لربط الخطوط الزمنية والمكانية المختلفة. فالرواية تقع في خطين زمنين مختلفين، خط زمني واقعي وآخر ذهني، مما يتطلب انتقالاً سلسًا بينهما. كما أنها تدور في عالمين أحدهما واقعي والآخر خيالي محض. والرواية أيضًا متعددة الأصوات، إذ تحاول كل شخصية التعبير عن نفسها وما يجول في خاطرها .. وعلى مستوى المضمون، ركزت رواية سحاب النزع الأخير على قضايا الإنسان المعاصر الذي يعتقد أنه يتصرف وفق إرادته الحرة، متجاهلا عن قصد أو بدونه القوى المتعددة التي تأثر بشكل يومي وفي كل لحظة على اختياراته وأهوائه، وبالتالي على حياته. لقد كان التحدي الأكبر تحقيق التوازن والانسجام بين أفكار فلسفية مجردة وصور سردية ووقائع روائية يمكن مسائلتها والتفكير بمعيتها.»

تجدر الإشارة أن الكاتب "عبد البر الصولدي" حائز على جائزة الشارقة للإبداع العربي، الدورة الثالثة والعشرون، صنف القصة القصيرة عن مجموعته القصصية الأولى: "رجل بلا ظل". ومسابقة كتارا للقصة القصيرة دورة "الاستدامة البيئية" سنة 2023، عن قصة "نزيف الشجر...نزيف الوجود". كما سبق وأن نشر في مجموعة من المجلات العربية المرموقة قصص متفرقة.