ضحايا قميص..!

بلال مرميد الثلاثاء 23 أبريل 2024

في الوقت الذي كان فيه أهل القرار الكروي القاري والعالمي يستمتعون بالتنظيم المحكم لنهائي كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة بالرباط، عاش المشاهد مهزلة على المباشر، تفنن عسكر الجزائر في نقل أطوارها مباشرة من ملعبهم خمسة جويلية، الذي قطعوا عنه صبيب الانترنيت في واحد من تصرفاتهم اليائسة والمريبة والمألوفة.

فاشلون في الملفات الكبرى، ومثيرون للشفقة في تعاطيهم مع الأحداث الصغرى التي يفتعلونا. يحتاجون في كل مرة لتذكير بني جلدتهم وكل الآخرين بأنهم لا يفوتون الفرصة لنيل حقهم في التحامق.

في السابق، أحرجهم القفطان، وأزعجهم الجلباب، والآن فضحهم قميص. يعسر حقا أن يصف المتتبع من كل بقاع العالم كيف يفكرون، وبماذا يفكرون، وإن كانوا أصلا يفكرون.

غريب أن يعبروا أمام أنظار العالم لتزييف قميص فريق ضيف، وغريب أن تسأل صحافتهم مدرب النهضة البركانية عن مشاركة لاعبين غادروا النادي منذ مدة، وغريب كيف أن جل قنواتهم اتفقت على أن تقرأ المراسلة الأولى  للكاف كما لو أنها موجهة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، علما أن من أنعم عليه الله بقليل من عقل يمكنه أن يستوعب بأن مضمونها كان واضحا في تحميله المسؤولية للاتحاد الجزائري للعبة. فيما بعد، واصل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إحراجهم أمام العالم، ورفض الاستئناف الذي تقدم به اتحادهم المسير، والمتعلق بمراجعة السماح لنهضة بركان بمواجهة اتحاد العاصمة بأقمصة تحمل خريطة المغرب.

ذكروهم بسطور واضحة ومبسطة ليتيسر الفهم، بأن النهضة البركانية لعبت بنفس الأقمصة في كل المباريات السابقة بكأس الكونفدرالية الإفريقية. مع من تتحدث؟ العقل مغيب في شريطهم القبيح، وفي ختام مهزلتهم المنقولة تلفزيا، لم يدخل الحكام أرضية الملعب، ولا مندوب اللقاء، ولم يعيدوا الأقمصة التي صالت وجالت في كل أرجاء القارة لأهلها.

خيبة جديدة تنضاف لسلسلة خيبات متوالية، أما كم الحقد والسب والشتم الذي روجوا له مجددا عبر دكاكينهم الإعلامية الفاسدة، فهي تدل فقط على وهن كبير، يصرف بطريقة سخيفة، والكاف ستحيل القضية الآن على الهيئات المختصة.

باختصار شديد، قوة ضاربة وحيدة أمس، شاهدها الجميع في الرباط خلال حفل اختتام كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة، بتنظيم محكم، في قاعة مبهرة، وبحضور مميز لجمهور مغربي عظيم، وضيوف ألفوا التفوق المغربي. توج المغرب باللقب، وهو الأمر العادي والمنتظر، أما حماقات وطيش ورعونة الجيران، لسنا مكلفين بمداواتها.

حماقات سلطاتهم أعيت أصلا كثيرا من المواطنين الجزائريين العقلاء الذين حاولوا مرارا مداواتها. عاش المغرب، والسلام.