قميص بركان !

المختار الغزيوي السبت 20 أبريل 2024
No Image

لاحدود لحماقاتهم، ولانهاية لبذاءاتهم، ولايمكنك أن تتخيل يوما أنهم سيتعبون من الإساءة إلى المغرب والمغاربة. 

الحكاية ليست حكاية قميص رياضي يرعبهم، أو بلغة وسلهام وقفطان وزليج يريدون سرقتهم، أو أي شي من كل هذا. 

الحكاية أعمق بكثير تقوم في أذهانهم على عقلية "حنا ولا المروك". 

الحكاية اليوم هي حكايتنا مع أناس جعلونا نكره الكرة، والرياضة، مع أننا من كبار محبيها نحن المغاربة، فقط لأن كل لقاء كروي، أو رياضي، معهم، يتحول إلى فرصة لتصريف كل أحقادهم الدفينة ضدنا. 

والأمر لايقتصر على الرياضة والكرة، لا. هؤلاء نفرونا من ملابسنا التقليدية التي ورثناها عن قرون وقرون من حضارة أمتنا المغربية العريقة، لأنهم قرروا أن يسرقوها وأن ينسبوها إليهم، فنفرنا منها، خصوصا أنهم لايعرفون كيفية صنعها ولا ارتدائها ولاتثمينها، فصارت هي الأخرى مجرد وسيلة إضافية لتصريف أحقادهم الأبدية ضدنا، نحن المغرب، ونحن المغاربة. 

وياليتهم توقفوا عند هذا الحد. لا، هم نفرونا أيضا في طبخنا المغربي ذائع الصيت في أركان المعمور كلها، إذ اعتدوا على الكسكس والطاجين والبسطيلة والحريرة، واختلسوا كل هاته التحف الذواقية، و "خنشلوها"، وقالوا إن الجد الأكبر لشنقريحة كان يتناولها في فاس التي كانت هي الأخرى جزائرية، وجعلوا تلك الأطباق التي نتفنن نحن في طهيها وفي طريقة تقديمها، كئيبة، رديئة، تبدو لك حين يلتقطون لها هم الصور مثل "مضهوسة" هيئت على عجل وبشكل بدائي لكي تمنح للحيوانات الضالة شفقة عليها ورحمة بها، فتبنا عن الأكل المغربي كله، وأصبحنا جميعا من ابناء ال‘‘فاست فود‘‘ فهو على الأقل بعلامات تجارية محفظة في العالم لن يسرقها جيران السوء. 

تخيلوا معنا المشهد: حشرنا الله في الجوار مع كارهين، جعلونا ننفر من الأكل ومن اللباس ومن الرياضة، وقريبا إذا مااستمر الأمر على المنوال ذاته سننفر من الهواء الذي نشترك معهم في استنشاقه، وهو عطاء رباني، وقد نستغني عنه هو الأخر، فقط لئلا يربطنا بهذا الجار الأحمق أي جامع.

نعرف أننا نبالغ في سخريتنا السوداء، لكنها فعلا الحل الوحيد مع جارمثل هذا.

ولعل الجميع اليوم في المغرب، بعد أن رأى ماتعرض له فريق نهضة بركان، يستوعب جيدا أن هذا الجار في وحشيته ضدنا، وكراهيته لنا، لن يتورع عن القيام بأي شيء. 

لذلك على الذين يلومون المتحمسين في صحافتنا من أعداء النظام الجزائري الكاره للمغرب والمغاربة، أن يعيدوا النظر في كثير من حساباتهم، وأن يراعوا مشاعر الشعب المغربي (التي يراعونها في قضايا بعيدة وينسونها تماما في قضيتنا الوطنية الأولى، قضية وحدتنا الترابية سر وجودنا، الصحراء المغربية).

اليوم شعبنا، وهو شعب مسالم وطيب ويحب الجميع، أصبح يكره كل ما يأتي على يد هذا النظام العسكري في الجزائر. 

ولكي توصل شعبا متحضرا مثل الشعب المغربي إلى درجة كرهك واحتقارك والرغبة فقط في عدم رؤية سحنتك، عليك أن تفعل الكثير من الإساءات، وأن  ترتكب  كما كبيرا من البذاءات، وأن ترغمه إرغاما بعد أن يسامحك مئات المرات من قبل، على أن يتخذ منك الموقف النهائي: "يغسل يدو عليك". 

على اللاعبين بالكلام المتلاعبين بمصلحة بلادنا، المزايدين علينا مزايدات فارغة في القضايا البعيدة، الهاربين بجبن من الدفاع الفعلي عن قضيتنا الوطنية المصيرية والأولى، أن يراعوا مشاعر شعبنا في هاته، فهو يكره من يعادي وطنه، وهو في هذه الحالة عسكر الجزائر، ويكره معه خونة الداخل والطابور الخامس المصطف على عتبات الأدسنس، يفتح منزله بأموال الصدقات والرشاوى القادمة من أعداء الوطن. 

هذه ليست مباراة في الكرة، وهذا ليس صراعا حول قميص لناد كروي. 

هذه حكاية تسمى مقاومة المغرب والمغاربة لعقيدة الحقد الجزائرية. 

Point à la ligne  بلغة المستعمر السابق الذي أنشأ الحزائر سنة 1962، وكلفها بمهمتين: الأولى الحفاظ على كل مصالحه الاقتصادية فيها، والثانية معاداة المغرب في اليوم الواحد أربعا وعشرين ساعة، لا أقل، ولا أكثر، في كل المجالات .