الشيخ العثماني: تطبيقات المواعدة سمسرة باسم الدين أثبتت إفلاسها منذ سنوات

سكينة بنزين الخميس 18 أبريل 2024

 

أثار الناشط الفيسبوكي إلياس الخرسي، المعروف ب"الشيخ سار"، الجدل من جديد بعد إطلاقه لتطبيق تعارف بين الجنسين بهدف الزواج يحمل اسم "المعقول"، وذلك مقابل مبلغ مالي حدده في 100 درهم للمرأة و300 درهم للرجل، ما جلب عليه سيلا من الانتقادات التي شبهت الفكرة بتطبيق "تيندر" ، بينما تساءل آخرون عن الفرق بين هذا التطبيق وباقي تطبيقات التواصل الاجتماعية المجانية.

وتعليقا على فكرة إنشاء تطبيق تعارف بصبغة "دينية"، اعتبر الشيخ الصادق العثماني، أمين عام رابطة علماء المسلمين في أمريكا اللاتينية، في تصريح لموقع "أحداث أنفو" أن العالم عرف بعد جائحة كورونا، عددا من الظواهر على الشبكات العنكبوتية التي تعكس محاولات للسمسرة في الدين والوساطة عبر التطبيقات، كتقديم خدمات الرقية الشرعية وخدمات الحج والعمرة للمتوفين والعجزة والمرضى، و خدمات في التعارف والزواج بغلاف ديني شرعي.

واعتبر العثماني أن هذه فكرة السمسرة والوساطة بين الشباب على التطبيقات أو ما يعرف بالمواعدة، بعيدة عن الهدي النبوي وعن الدين الإسلامي، مطالبا السلطات المعنية بالمملكة للتدخل لمنع ما وصفها ب"الحماقات"، مشيرة أن المغرب له قوانين في  شؤون الأحوال الشخصية من زواج وطلاق وغيره، إلى جانب عاداته وأعرافه وتقاليده في هذا الشأن، وذكر العثماني عددا من الأعراف المغربية التي تساهم في إتمام الزواج المدبر، مثل الخطابات بمعرفة من الأهل وفي جو من الاحترام.

ولم يتردد الشيخ العثماني في وصف تطبيق الوساطة بين الجنسين مقابل مبلغ مالي، بأنه " قوادة ودعارة مقننة واستغلال للدين لتحقيق مكاسب شخصية"، وأوضح العثماني أن فلسفة الإسلام المرتبطة بالزواج، ترى أن الاطمئنان النفسي والاجتماعي والجنسي وتكوين الأسرة، لا يتحقق الا في ظل الزواج الشرعي المبني على التفاهم والحب والإيجاب والقبول، وضمن ضوابط معروفة وواضحة تجعل من الزواج "ميثاقا غليظا" ، أي رباطا متينا مقدسا لا يجوز التلاعب في بنوده أو عدم احترامه.

وأكد أمين عام رابطة علماء المسلمين في أمريكا اللاتينية، على فشل تجارب مماثلة أعلنت إفلاسها في دول عربية كثيرة منذ سنوات، بعد أن ترتبت عليها مشاكل كثيرة ومفاسد عظيمة، داعيا علماء المغرب والجهات المعنية للتدخل العاجل لمنع من وصفهم ب"العابثين  والمتنطعين باللعب بعقول فتياتنا وشبابنا والضحك عليهم وإيهامهم بأنهم سيتوسطون لهم  وسيساعدونهم من أجل إيجاد شريك حياتهم وفارس أحلامهم وشاب صالح يخاف الله ورسوله".

و أوضح العثماني أن فكرة الزواج في الإسلام تؤسس للأسرة باعتبارها الخلية الأولى للمجتمع، الذي يكون بدوره مجتمعات تكون أمة صالحة، وذلك باستحضار فكرة الزواج كرابط بين شخصين وبين أسرتين أيضا، أو عشيرتين، أو قبيلتين، لذلك كان لرابطة المصاهرة دور كبير في تقوية العلاقات وتوسيع دائرة المودة والتعاون والترابط بين القرى والمدن.