المفاجآت الجميلة لسعيد خلاف في ‘‘لي وقع فمراكش.. يبقا فمراكش‘‘

أحداث. أنفو الأربعاء 17 أبريل 2024
No Image


بين ‘‘لايت كوميدي‘‘ و السردية البسيطة ذات الملامح المازحة وتناقضات المواقف الباعثة على ضحك عفوي، يأتي الشريط السينمائي الأخير للمخرج المغربي سعيد خلاف، ليذكرنا بالكثير من المواقف التي مررنا بها جميعا. ‘‘ لي وقع فمراكش.. يبقا فمراكش‘‘ فيلم شباك للجمهور العريض ببهارات مستعادة قطعا، ولكن بوصفات لامست المشاهدين بالأمس في قاعة العرض الأول بالدار البيضاء، تفوقت في الكثير منها في انتزاع الابتسامة.

تتكرر المواقف الطريفة في سرد انسيابي يجمع بطلين متناقضين شكلا، لكنهما يشتبهان كثيرا في صعوبة القبض على ذلك الحلم الذي يجعلهما مقبولين اجتماعيا. الثنائي عزيز الحطاب ورفيق بوبكر، أكدا مرة أخرى على علو كعبهما وقدرتهما على تقديم الخانة الكوميدية، تماما مثل ما يبرعان في الخانة الدرامية، ويعطيان مثال آخر على أن الممثل المغربي قادر على التلون في كل الشخصيات الممكنة شريطة تمكينه من ‘‘الشخصية‘‘ بوضوح ودون كثير شوائب، وشريطة توفير الظروف الملائمة للإبداع. الثنائي نجح أيضا في استكمال صورة الثنائي الكوميدي التي طبعا بها المشاهد منذ ‘‘القسم رقم 8‘‘ قبل عشرين سنة.

دون حرق لقصة الفيلم الذي من المنتظر أن يشهد إقبالا كبيرا في شباك التذاكر الوطني بالنظر لتوفره على كل بهارات ‘‘الكوميديا الشعبية‘‘ التي يتشوق الجمهور الواسع لمتابعتها على الشاشة الكبيرة، يستعيد الفيلم تيمة كلاسيكية في صنف الكوميديا تعتمد على ‘‘موقع الفخ‘‘ أو ‘‘الفارص‘‘ لتحول خط الشخصيات بنهاية القصة. أداء الممثلين كان مقبولا إلى حد كبير، مع تميز للثنائي الحطاب وبوبكر، وظهور طيب للممثلة والفنانة فاتي جمالي التي أكدت مرة أخرى أنها قادرة على تقمص شخصيات درامية وكوميدية بسلاستها المعهودة.  

هناك ثلاثة أسباب رئيسية لمشاهدة ‘‘لي وقع فمراكش.. يبقا فمراكش‘‘ يقول المخرج سعيد خلاف، الذي على الرغم تميز شريطه الدرامي الأول ‘‘مسافة ميل بحذائي‘‘، لا يتنكر لبداياته الكوميدية في المسرح أولا، قبل أن يعرج على السينما من خلال عدة أفلام أهمها ‘‘الطريق إلى طنجة‘‘. أولا، تشجيع المبادرة الشابة والمستقلة في الإنتاج عبر الإقبال المكثف على سينما قريبة من كل الشرائح الاجتماعية تحاول أن تقدم مواقف كوميدية تعكس أوضاعا اجتماعية مختلفة. ثانيا، الفيلم يستعيد مواقف وذكريات عاشها أغلب الشباب المغاربة وسيجدون أنفسهم فيها بسلاسة، يضيف المخرج المغربي. وأخيرا لأن الفيلم كوميدي يستهدف الأسرة المغربية التي يمكن أن تشاهده دون خوف من الوقوع في مشاهد مخلة أو خادشة.

شريط سينمائي بمقومات كوميديا بسيطة وناجحة ممكنة أيضا، هذه خلاصة المفاجآت الجميلة لي فيلم سعيد خلاف الأخير ‘‘لي وقع فمراكش.. يبقا فمراكش‘‘.