تختلف انتظارات النساء المغربيات باختلاف انتماءاتهن وأماكن تواجدهن, ومن بينهن بالخصوص النساء في المناطق الجبلية والقروية اللواتي لهن تطلعات خاصة بحكم واقعهن المتسم بالهشاشة.
فعلى الرغم من أن بلادنا اولت اهتمام خاص للمناطق القرويةوالجبلية في الخطاب الرسمي والحزبي والإعلامي، وفي برامج الحكومات المتتالية منذ الاستقلال، غير ان الواقع الحالي يبين أن الحظوظ الفعلية للوسط القروي والمجال الجبلي من السياسات العمومية عموما والبرامج التنموية خاصة لم تسعفه ليساير المسار التنموي في بلادنا.
ويعتبر عامل العزلة وانعدام الطرق الولوجة ووسائل النقل المناسبة، سببا رئيسيا في ابتعاد وإبعاد النساء من المجال السياسي والتنافس الانتخابي، ودون فك العزلة لا يمكن القيام بما يمكن من تطوير قدرات النساء وتحسين تنظيمهن الاجتماعي والجمعوية وتشجيع انخراطهن في الحياة السياسية وبالتالي رؤية مشاركة حقيقة للنساء في الحياة العامة لجماعتها مشاركة حقيقية وفعالة.
واقترحت مذكرة ترافعية لمنظمة النساء الاتحاديات كأحد المداخل الاعتراف الرسمي بخصوصيات المجال الجبلي (وفصله عن المجال القروي) وتحديده تحديدا قانونيا واداريا, واعداد خطة وطنية لتنمية المناطق الجبلية والقروية ترتكز على وضع برنامج وطني استثنائي لفك حقيقي للعزلة عن المناطق الجبلية لتمكين مواطنيها من الولوج الى مختلف الخدمات العمومية والخاصة التي ترتبط بحقوقهم كمواطنين ومواطنات كاملي الحقوق، من خلال بناء شبكة طرقية تتوفر فيها شروط الاستدامة ومقاومة لعوامل التعرية والاندثار دون ربط ذلك بالمؤشرات المعمول بها وطنيا (عدد الناقلات العابرة).
والى جانب ذلك, اقترحت المذكرة تشجيع الاقتصاد الاجتماعي والتمكين الاقتصادي للنساء,ووضع برامج لتشجيع العمل التعاوني المنظم وخاصة النسوي, تثمين المنتوج الجبلي والقروي محليا وتخليص المنتجين والمنتجات من الاثار السلبية لتعدد الوسطاء، مع تمكين النساء من حقوقهن في أراضي الجموع الجبلية والارتقاء بالوضع الاجتماعي للساكنة وبالأخص النساء.