جمعيات وبرلمانيون يحذرون : الرعي الجائر يستبيح المنظومة البيئية

سكينة بنزين الاثنين 01 أبريل 2024

جددت جمعية أجكال للتنمية المستدامة والمحافظة على البيئة بجماعة أربعاء أيت أحمد، بإقليم تيزنيت، دق ناقوس الخطر حول موضوع الرعي الجائر، وذلك بعد سلسلة من الشكايات حول الموضوع على مدى سنوات، تروم رفع الضرر الذي لحق منطقة أدرار، بعد اكتساح آلاف المواشي لمزارع وحقول ومراعي الساكنة المحلية.

خطر الانقراض

وتقدمت الجمعية بتاريخ 18 مارس 2024، بشكاية إلى كل من قائد قيادة أيت احمد،و رئيس دائرة أنزي، و عامل إقليم تيزنيت، و وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بتيزنيت، بعد تعريض عدد من الأشجار النادرة لخطر الانقراض، كالأركان المعترف به من طرف منظمة اليونسكو وأشجار أجكال، إلى جانب إتلاف محتوى خزانات الماء التقليدية، ما يهدد الساكنة بالعطش، إلى جانب التعرض لعدد من الممارسات الحاطة من الكرامة من طرف الرحل الذين يدخلون في صدامات مع الساكنة التي تحاول حماية ممتلكاتها بشكل دوري.

وانتقدت البرلمانية، النزهة اباكريم، ما وصفته بسياسة الكيل بمكيالين، حيث يتم التعامل بصرامة مع الساكنة المحلية، مقابل التعامل بمرونة مع الرحل، ما يترك الأوضاع بدون حل منذ سنوات، وأشارت اباكريم في سؤال موجه لكل من وزير الداخلية ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن المناطق المتضررة توجد ضمن المناطق المصنفة داخل محمية المجال الحيوي لشجر الأركان ، كما تتضمن حقوقا عينية لفائدة الساكنة المحلية والمتمثلة في الاستغلال الحصري للموارد الرعوية بهذه المناطق.

عدوان على البيئة

ونبهت اباكريم اعتماد الرحل لقانون القوة، ما جعل مناطق سوس عموما، ومناطق أدرار بإقليم تيزنيت على الخصوص، عرضة للاعتداءات المتكررة للرعاة الرحل ، مع عدم البت في عدد هائل من شكايات الساكنة المحلية المتضررة، الشيء الذي يترك لدى الساكنة إحساسا بعدم الحيادية من طرف الإدارة المحلية التابعة لوزارتين بإقليم تيزنيت، ما يفاقم المعاناة اليومية للساكنة التي تتعرض لعنف اقتصادي وجسدي ونفسي، وساءلت البرلمانية الوزيرين عن ماهية التدابير الفورية التي سيتم اتخاذها لتحريك أعوان المراقبة والزجر، من أجل وضع حد لهجوم الرعاة الرحل على مجالات عيش ساكنة منطقة أدرار بجماعة اربعاء أيت احمد وعموم دائرة أنزي إقليم تيزنيت، كما تساءلت عن طبيعة الاجراءات التي سيتم اتخاذها في حق المعتدين من ممارسي الرعي الجائر لأجل تعويض مختلف الخسائر التي تسببوا فيها، وعدم احترام العديد من القوانين والقرارات الجاري بها العمل.

اباكريم التي طرحت سؤالا حول الاحتياطات التي يمكن اتخاذها حتى لا يتكرر مستقبلا ما عاشته محمية المحيط الحيوي لشجر الأركان من تخريب بسبب هجوم الرعاة الرحل، ساءلت في ذات السياق وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، على خلفية البلاغ الاستنكاري الذي أصدرته جمعية أجكال للتنمية المستدامة والمحافظة على البيئة، بإقليم تيزنيت بتاريخ 19 مارس، والذي طالبت من خلاله التدخل العاجل لرفع الضرر الذي لحق بمنطقة أدرار ( أكادير، أكجكال، أيت إحي ، أيت ويديرن والنواحي )، واصفة الأمر بأنه سلوك عدواني على المكونات الحيوية للمنظومة البيئية ، و جرائم في حق التنوع البيولوجي.

وانتقدت البرلمانية صمت الإدارة الجهوية التابعة لوزارة الانتقال الطاقي، رغم توالي الأفعال المستبيحة للمنظومة البيئية بسبب الرعي الجائر المتكرر، وعدم قيام أجهزة الضبط والمراقبة بزجر المخالفين للمقتضيات القانونية الجاري بها العمل في مجال حماية البيئة، مشيرة أن المناطقة المتضررة تقع ضمن المناطق المصنفة داخل محمية المجال الحيوي لشجر الأركان المعترف بها من طرف منظمة اليونسكو مما يقتضي وضعها تحت الرصد لضمان استدامتها وعدم تعرضها للتخريب بسبب الرعي الجائر.