لغزيوي في شذرات رمضانية : عن الكالة ودياز وبن صغير والجارة الحمقاء !

المختار لغزيوي الاثنين 25 مارس 2024
No Image

"السي الكالة"!
خلق الفنان المغربي محمد باسو، حدث الفرجة التلفزيونية الرمضانية، رغم أنه لم يمر عبر "مصفاة" لجان الانتقاء في القنوات الرسمية العمومية، ولم يمنحه أي تلفزيون من تلفزيوناتنا تأشيرة البث عبره.
لم يشتك باسو لجريدة، ولم يشاطر هموم إقصائه عبر "لايف" من "اللايفات" المتوحشة التي تطارد الذوق السليم اليوم في المغرب.
صمت، اشتغل، سجل حلقات كبسولة اعتبر أنها تستحق أن تمر إلى المشاهد المغربي، وبثها عبر منصة مشاهدة مفتوحة هي "يوتوب"، وانتظر حكم الناس.
هذا الأخير لم يتأخر طويلا. جاء بسرعة لصالح باسو، معتبرا أن كبسولة "سي الكالة" جيدة، أو هي على الأقل أفضل مما يتم بثه على شاشة التلفزيون .
هذا ليس حكمنا. هذا حكم الناس في الشارع الواقعي، أي الحقيقي، وفي الآخر الافتراضي، أي مواقع التواصل الاجتماعي.
السؤال المطروح الآن، بمنطق "الترند" المعيب الذي تشهره في وجوه منتقديها التلفزيونات كل رمضان، هو: هل نصدق "الترند" الذي يقول إن باسو لوحده هزم الجميع؟ أم نصدق "الترند" اللطيف الذي يقول إننا قرابة العشرين مليون مغربية ومغربي، نشاهد، بكل فرح وحبور، ونحن في كامل قوتنا العقلية والبدنيّة، منتوج مابعد الإفطار في قنواتنا؟
السؤال مطروح ونحن في منتصف الشهر الفضيل، لننتظر قرب انتهائه وسنعثر على بعض من جواب.
في انتظار ذلك يجب الاعتراف بها: باسو حقق مايمكن تسميته فعلا " ضربة معلم" بفضل الصمت والاشتغال. برافو.


دياز وبنصغير والبقية !

في الجو تلك الليلة الرمضانية أمر مختلف كان يطوف بأرجاء ملعب أدرار في أكادير.
جمهور مباراة المغرب أنغولا لم يكن ينتظر فقط قدوم اللاعبين الجدد للمنتخب، دياز وبنصغير ولخديم وأخوماش والبقية، ولم يكن ينتظر مشاهدة مباراة عالية في كرة القدم، ولم يكن لديه أدنى وهم حول ماهو آت لفعله.
الجمهور الذي حج بكثرة لافتة للانتباه إلى مباراة الجمعة الماضية، أتى محملا بروح إيجابية كبرى، لكي يقول للنخبة الوطنية في أول لقاء له معها بعد الإقصاء من كأس إفريقيا: نحن نثق بكم، ونحن نحبكم، ونحن نريد منكم شيئا واحدا الآن: بادلوا هذا الشعب حبه بفرح يستحقه، وضعوا نصب أعينكم الكأس القارية المقبلة التي ستنظم في بلادنا هدفا واحدا ووحيدا، الآن على الأقل، وبعده ستأتي بقية الأشياء.
اللاعبون فهموها، بقدمائهم والجدد. المدرب وطاقمه وصلتهم الرسالة. الجامعة من مسؤولها الأول الذي كان حاضرا في الملعب حتى بقية مسؤوليها أنصتوا لها: الشعب نسي مباراة جنوب إفريقيا في الكوت ديفوار، وينتظر منكم وعدا للمستقبل.
تراكم تستطيعون ذلك؟
هذا هو السؤال.


حمق جزائري !

لم يعد لدى الجزائر ماتخسره مع وضد المغرب. هي وصلت قعر الخبث وقاع النذالة، وأصبحنا جميعا في بلادنا، وفي مقدمتنا من ظلوا دوما وأبدا يميلون لسياسة "إدفع بالتي هي أحسن"، مع هذا الجار الغريب، المليء سوءا، نقول لأنفسنا "إن الأمر لايستقيم، وحكام السوء في المرادية يعتقدون ليننا ضعفا، ويتصورون ميلنا للصبر خوفا من فزاعتهم الهرمة التي أكل عليها الدهر وشرب، والتي لاتخيف أصغر طفل جزائري راغب في التحرر منهم، فمابالك بالأمة المغربية العريقة".
اليوم، وبعد كل هذا الركام السيء من الخبث المتواصل نجح حكام الجزائر في شيء واحد: الجميع كفر بإمكانية العيش معهم يوما ما في وئام.
هم فعلوا المستحيل من أجل الوصول إليها، وهاهم ينجحون أخيرا في شيء ما: إقناع المنطقة كلها أن المستقبل سيكون دون وجوههم الكالحة.
هذا هو إنجازهم الوحيد، منذ غير الجنرال دوغول سنة 1962 الجزائر الفرنسية إلى الجزائر.
فقط، لاغير.