الأمازيغية.. والرد الشافي على "شطحات" الكنبوري وأبواق السلفية

أوسي موح الحسن الاثنين 25 مارس 2024
No Image

عادت بعض الابواق من خفافيش السلفية وحتى القومية المشرقية بل وممن انتسبوا للجامعة المغربية ظلما، إلى الإساءة للأمازيغية المكون الرئيسي للهوية الوطنية, بربطها بإحياء النعرات والدعوة للتفرقة والتعصب و إلصاق تهم التخوين للمدافعين عنها لا يتقبلها لا العقل ولا المنطق.

فمؤخرا اختلطت الأمور على الاستاذ ادريس الكنبوري في فيديو له، واختار أن يغرد خارج التاريخ حول الأمازيغية في المغرب وشمال افريقيا بالعودة الى نقاش ما قبل العهد الجديد وخطاب اجدير والاعتراف بالبعد الأمازيغي للهوية الوطنية في دستور 2011 ، وبذلك ضرب في العمق مصالحة المغرب مع ذاته الامازيغية الذي يعد من مكتسبات دولة الحق والقانون والمواطنة ببلدنا.
لقد اختار منطقا غريبا جدا لفرض العروبة وربطها باللغة والدين. و لجأ إلى تحريف الوقائع التاريخية والحقائق العلمية. وتعسف على المنهج المقارن وحتى على مضمون ومغزى الدين المتمثلة في التعايش والتسامح والتعارف بين الألسن والقبائل.

الحركة الأمازيغية ليست حركة اثنية وهي لا تدافع عن الأمازيغية من منطق اثني عصبي قبلي. كما يدعي الكنبوري وأمثاله. انها حركة حقوقية حداثية تقدمية ترافعت عن المساواة ومحاربة التمييز والعنصرية والإقصاء ضد المكون الأمازيغي في الهوية الوطنية، ومن مطالبها منذ عقود دمقرطة الدولة والمجتمع، والوصول إلى دولة المواطنة التي يتعايش فيها الجميع بغض النظر عن لغاتهم أو ثقافاتهم أو ديانتهم . إنها الدولة المدنية.. دولة إرادة العيش المشترك دون التفريط في التوابث التي تقوي اللحمة الوطنية في تعدديتها وتنوعها كما جاء في ديباجة الدستور وكما ورد في خطب ملكية متواترة.

الأمازيغ لم يتخلوا عن أمازيغيتهم حين أسلموا وتعلموا لغة العرب، فليس كل مسلم عربي وليس كل عربي مسلم. لأنه لا علاقة للغة بالدين، والمثال أن من العرب مسيحيين ودروز واقباط ويهود وغيرهم, وهو الشأن في مصر وسوريا ولبنان حيث تعايش الاسلام والمسيحية بين العرب انفسهم، واغلب المسلمين على مر التاريخ وهو الحال اليوم هم من العجم الأمازيغ والفرس والاكراد والترك والماليزيين والاندونسيين والافارقة وغيرهم. بل إن كبار منظري القومية العربية هم من المسيحيين واللادينيين ومنهم غالبية الأدباء والفنانين والعلماء والسياسيين وغيرهم.

وبالعودة للتاريخ القديم فقد ذكر السمهودي في كتابه "وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى"، ط الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت، 1419هـ، ج1 ص142 بأن قبائل اليهود في يثرب كانوا نيفاً وعشرين قبيلة، منهم بنو عكرمة وبنو ثعلبة وبنو محمر وبنو زعورا وبنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة وبنو هدل وبنو عوف وبنو القصيص وبنو ماسلة، سكن هؤلاء المدينة وأطرافها".

لكن لا يهم أولئك تلك الحقائق, فهم يتناسون أيضا ما يقال في خطب ملك الامة حين أكد في خطاب أجدير سنة 2001أن “النهوض بالأمازيغية مسؤولية وطنية، لأنه لا يمكن لأي ثقافة وطنية التنكر لجذورها التاريخية، وكان محقا حين قال في خطابه بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لـ"ثورة الملك والشعب أن "المغرب مستهدف، لأنه دولة عريقة، تمتد لأكثر من إثني عشر قرنا، فضلا عن تاريخها الأمازيغي الطويل، وتتولى أمورها ملكية مواطنة، منذ أزيد من أربعة قرون في ارتباط قوي بين العرش والشعب، قبل أن يضيف "الدولة تكون قوية بمؤسساتها، وبوحدة وتلاحم مكوناتها الوطنية. وهذا هو سلاحنا للدفاع عن البلاد، في وقت الشدة والأزمات والتهديدات". وذلك ما يحاول البعض تقويضه بأدرية وأو بلا أدرية باستغلال الدين والعروبة للاساءة ل"مكون رئيسي للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها" ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثنا" كما حرص بلاغ رسمي صادر عن الديوان الملكي الاشارة اليه يوم الأربعاء 3 ماي 2023 بمناسبة إقرار رأس السنةالأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها.

حجتكم دكتور ضعيفة لأنها تستند إلى حجة االفرض بالقوة. و هذا لن ينتصر على قوة الحجة لدى الحركة الأمازيغية وكل الحداثيين والتقدميين المساندين للحقوق والحريات والمناهضين لثقافة الحقد والكراهية والتطرف.