من غرامياته الأولى إلى رئاسة الكنيسة.. البابا يروي سيرته في كتاب يصدر الثلاثاء المقبل

وكالات السبت 16 مارس 2024
No Image


من علاقاته العاطفية الأولى شابا، إلى توليه رئاسة الكنيسة الكاثوليكية، يستعرض البابا فرنسيس أبرز محطات حياته في سيرة ذاتية تنشر الأسبوع المقبل، يؤكد من خلالها أنه لا يعتزم الاستقالة رغم القلق المتزايد على صحته، واختار لها عنوان ‘‘ قصتي عبر التاريخ" و تصدرها دار "هاربر كولينز" في 19 مارس بلغات مختلفة وفي دول عدة. ومع أن عددا كبيرا من محطات حياة البابا فرنسيس معروفة أصلا، يوفر الكتاب المؤلف من 350 صفحة والمكتوب على شكل محادثة مع صحافي إيطالي تفاصيل جديدة، وخصوصا عن حياته الشخصية.

ويتحدث أول بابا من أميركا الجنوبية مثلا عن أول فتاة واعدها عندما كان مراهقا، ويروي "زلة صغيرة" عندما "انبهر" وهو بعد طالب في الإكليريكية بفتاة قال عنها: "افقدتني صوابي بجمالها وذكائها". ويعترف قائلا : "بقيت صورتها في ذهني لمدة أسبوع، ووجدت صعوبة في الصلاة! ولحسن الحظ، مر ذلك وكرست نفسي بكل ما أوتيت لدعوتي".

ويؤكد البابا فرنسيس الذي باتت صحته هشة وأصبحت أكثر فأكثر موضع متابعة، أن ما من "سبب جدي " لديه للتنحي، واصفا هذا الاحتمال بأنه "فرضية بعيدة" يبررها فقط وجود "عائق جسدي خطير". ورغم خضوع البابا فرنسيس لعملية جراحية في بطنه عام 2023 وإصابته تكرارا في الأشهر الأخيرة بالتهابات في الشعب الهوائية، يواصل نشاطاته في روما بوتيرة مكثفة، ويعتزم القيام برحلة طويلة إلى آسيا في نهاية الصيف.

ويعرب بعد ثلاثة أشهر من إثارته ضجة لسماحه بمباركة الأزواج المثليين عن عدم اكتراثه للانتقادات التي و جهت إليه، وخصوصا من المعسكر المحافظ والتي تتهمه بـ "تدمير البابوية" من خلال إصلاح الكنيسة. ويقول في هذا الصدد مازحا : "إذا كان علي أن أتبع كل ما يقوله الناس عني، فسأحتاج إلى استشارة طبيب نفساني مرة واحدة في الأسبوع!".

ويتناول البابا أيضا دوره في ظل دكتاتورية خورخي فيديلا (1976-1981) العسكرية الأرجنتينية، علما أنه تعر ض منذ انتخابه في مارس 2013 لانتقادات في هذا الشأن. وكان منتقدو خورخي بيرغوليو اتهموه بالتورط، عندما كان مسؤولا عن الرهبنة اليسوعية في الأرجنتين، في خطف اثنين من المبشرين اليسوعيين سجنا في مارس 1976 ثم تعرضا للتعذيب في مركز للاعتقال اشتهر بوحشيته، قبل ان يطلق سراحهما بعد خمسة اشهر.

ويعلق رئيس أساقفة بوينس آيرس السابق الذي دأب على نفي هذه الاتهامات في الكتاب بالقول: "استمرت الاتهامات لي حتى وقت قريب، وهي بمثابة انتقام من بعض اليساريين رغم علمهم بأنني عارضت هذه الفظائع"،ويضيف: "بعد ذلك، أخبرني بعض الأشخاص بأن الحكومة الأرجنتينية في ذلك الوقت بذلت قصارى جهدها لربط حبل المشنقة حول رقبتي، لكنهم لم يعثروا على أي دليل، إذ كنت بريئا طبعا ".

ويروي البابا في الكتاب كيفية تفاعله مع الأحداث التاريخية التي طبعت سنوات حياته، كالحرب الباردة وأول خطوة للإنسان على القمر وسقوط جدار برلين واعتداءات سبتمبر 2001، وتطرق إلى كواليس انتخابه.

ويخصص الكتاب فصلا كاملا للهدف الذي سجله لاعب كرة القدم الأرجنتيني دييغو مارادونا في مونديال 1986 في المرمى الإنكليزي بلمسة يد واضحة لم يحتسبها الحكم، ووصفها النجم الراحل بعد ذلك بأنها كانت "يد الله". ويقول البابا الذي يعشق كرة القدم في هذا الصدد: "عندما استقبلته قبل بضع سنوات في الفاتيكان، بادرته بالنكتة الآتية ‘‘إذن ما هي اليد المجرمة‘‘.

ويقول المؤلف المشارك للكتاب فابيو ماركيزي راغونا الذي دون ذكريات البابا طوال تسعة أشهر، إن الحبر الأعظم شاء أن يكون الكتاب "عملا مفيدا وخصوصا للشباب، حتى يتمكنوا من الاستفادة من قصص كبير في السن ".